موقف شیعه و شبهات

(مدت زمان لازم جهت مطالعه: 19 - 38 دقیقه)

موقف الشیعة من هجمات الخصوم و خلاصة عن کتاب عبقات الأنوار نويسنده : الطباطبایی، السید عبدالعزیز نشأ الصراع الفکری حول خلافة أمیر المؤمنین علیه السلام واستحقاقه لها منذ عهد الصحابة ، ومن نماذج ذلک ما کان یجری من محاورات بین عمر وابن عباس (1) ثم تطور هذا الصراع الفکری حیث کان الواجهة النظریة للصراع السیاسی ، فسرعان ما تطور إلى صراع دموی وملاحقة لشیعة علی علیه السلام ومحبیه بالقتل والابادة ، وذلک منذ عهد معاویة والحکم الاموی حتى القرن الخامس والعهد السلجوقی.وإلیک نماذج للعهدین :فمما فی عهد معاویة ما رواه المدائنی فی کتاب « الاحداث » ، قال : « ثم کتب [ معاویة ] إلى عماله نسخة واحدة إلى جمیع البلدان : انظروا من قامت علیه البینة أنه یحب علیا وأهل بیته ، فامحوه من الدیوان ، وأسقطوا عطاءه ورزقه. 

وشفع ذلک بنسخة اخرى : من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنکلوا به ، واهدموا داره...» (2).

وأما فی العهد السلجوقی ـ بل ومن قبله نحو قرن ـ کانت المعارک الدمویة والمجازرالطائفیة تتجدد فی بغداد کل سنة ، خاصة فی شهری محرم وصفر ، حیث کانت الشیعة تعقد مجالس العزاء للحسین علیه السلام وتقیم له الماتم فتثور ثائرة اشیاع

____________

(1) راجع : تاریخ الیعقوبی 2 : 149 و 259 ، تاریخ الطبری 4 : 227 ، شرح ابن أبی الحدید 1 : 189 و ـ 194 و 2 : 57.

(2) شرح ابن أبی الحدید 11 : 45.

آل أبی سفیان فتهاجمهم بالقتل والحرق والنهب.

راجع « المنتظم » لابن الجوزی ، و « الکامل » لابن الاثیر ، و« عیون التواریخ » لابن شاکر ، و « مرآة الزمان » لسبط ابن الجوزی ، و« تاریخ الاسلام » للذهبی ، و « البدایة والنهایة » لابن کثیر ، وغیرها من المصادر التاریخیة التی تتحدث عن الحوادث والکوارث حسب السنین سنة فسنة.

وفی بعض تلک السنین کانت کارثة تتجاوز الاحیاء إلى الاعتداء على الاموات وقبورهم ، ومن الشیعة إلى الائمة علیهم السلام أنفسهم.

یقول سبط ابن الجوزی فی حوادث سنة 443 هـ ـ بعد ما یؤرخ ما دار فیها من المعارک الدامیة والفظیعة ـ :

وأتى جماعة إلى مشهد موسى بن جعفر رضی الله عنهما فنهبوه وأخذوا ما فیه ، وأخرجوا جماعة من قبورهم فأحرقوهم مثل العونی الشاعر والناشىء والحدوجی ، وطرحوا النار فی ضریح موسى ومحمد ، فاحترق الضریحان والقباب الساج ، وحفروا ضریح موسى لیخرجوه ویدفنوه عند الامام أحمد بن حنبل !! (3)

وتکرر إحراق مشهد الامامین علیهما السلام فی عام 448 هـ أیضا ، قال فی« مرآة الزمان » : « وفی صفر کبست دارأبی جعفر الطوسی فقیه الشیعة بالکرخ واخذ ما کان فیها من الکتب وغیرها ، وکرسی کان یجلس علیه للکلام ، ومناجیق بیض کان الزوار من أهل الکرخ قدیما یحملونها معهم إذا قصدوا زیارة المشهدین ، فاحرق الجمیع فی سوق الکرخ...

وفی مستهل ربیع الاخر قصد الزهری وابن البدن وجماعة من أهل باب البصرة والحربیة ونهر طابق ودرب الشعیر والعلایین مشهد موسى بن جعفر ومعهم فیه [ کذا ] بقصائد فی حریق المشهد وسنموا قبور المشهد وفعلوا کل قبیح ، وانتقل العلویون منه ولم یبق فیه إلا القلیل ، فمن القصائد :

یا موقد النیران فی المشهد * بورک فی کفیک من موقد !

____________

(3) وراجع « الکامل » لابن الاثیر ، حوادث 443 هـ ، ج 9 ص 57 ـ 577 ، قال : « وجرى من الفظائع ما لم یجر مثله فی الدنیا ».

(إلى آخر القصیدة) ، ومن اخرى :

سل دارسات الطلول * کـم بینها من قتیــل

(إلى آخرها) ، قال :

وفی ثامن ربیع الاخر عاد الزهری وابن البدن والجماعة المقدم ذکرهم إلى المشهد وسنموا ضریح موسى بن جعفر والجواد وجمیع القبور ، وصعد على ضریح الامام رجل وقال : یا موسى بن جعفر ، إن کنت تحب أبا بکر وعمر فرحمک الله ، وإن کنت تبغضهما فـ...

وصعد آخر یعرف بابن فهد فرکض علیه ، فیقال إنه انتفخت قدماه... ».

ونعود فنقول : إنهم قد :

أسفوا على أن لا یکونوا شارکوا * فی قتله فـتـتـبـعـوه رمیما

ولسنا نؤرخ هذا النوع من الصراع اللا إنسانی ، وإنما أشرنا إلیه کی نبرهن أن الیأس من الغلبة الفکریة تلجىء الیائس البائس إلى...?

نعم ، ظهر فی النصف الاول من القرن الثالث کتاب « العثمانیة » للجاحظ یهاجم فیه الشیعة ، وینکر الضروریات ، ویجحد البدیهیات ، کمحاولته لجحود شجاعة أمیر المؤمنین علیه السلام ! مما وصفه المسعودی بقوله فی مروج الذهب 3 : 237 : « طلبا لاماتة الحق ومضادة لاهله ، والله متم نوره ولو کره الکافرون ».

فسرعان ما انثالت علیه ردود کثیرة ، ونقضه علیه قوم حتى من غیر الشیع وممن یشارکه فی نحلته ، بل نقضه الجاحظ هو بنفسه ، فإنه کان صحفیاً یُستخدم لاغراض إعلامیة لقاء اجور معینة ، فیکتب الیوم شیئا ویکتب فی غده خلاف ذلک الشیء بعینه .

ولعله کان هو اول من نقضه ، فقد ذکر له الندیم فی « الفهرست » ص 210 کتاب « الرد على العثمانیة » وهذا غیر کتابه الاخر « فضل هاشم على عبد شمس » (4).

وما إن ظهر الکتاب ـ العثمانیة ـ إلا وانثالت الردود علیه فی حیاة الجاحظ

____________

(4) انظر کتاب « الفهرست » للندیم ص209 ، وأدرجه القیروانی فی « زهر الاداب » 1 : 59 ، والاربلی فی ـ « کشف الغمة » ، والقندوزی فی « ینابیع المودة فی الباب 52.

وطبع بالقاهرة سنة 1933 ضمن « رسائل الجاحظ » جمع السندوبی من ص 67 ـ 116 ونشر فی مجلة

=

 

من کل حدب وصوب ، ومن کل الطوائف المسلمة ، فمنها ـ سوى ما تقدم ـ :

2 ـ « نقض العثمانیة » لابی جعفر الاسکافی البغدادی المتزلی ، المتوفى سنة 240 هـ ، وقد نشره ابن أبی الحدید فی شرحه لنهج البلاغة ، وطبع مستقلا مع « العثمانیة » فیمصر.

3 ـ « نقض العثمانیة » لابی عیسى الوراق محمد بن هارون البغدادی ، المتوفى سنة 247 هـ.

4 ـ « نقض العثمانیة » لثبیت بن محمد أبی محمد العسکری ، مؤلف « تولیدات بنی امیة فی الحدیث » [ النجاشی رقم 299 ، الذریعة 24 : 288 ].

5 ـ « نقض العثمانیة » للحسن بن موسى النوبختی ، ذکره المسعودی فی مروج الذهب 3 : 238.

6 ـ « الرد على العثمانیة » لابی الاحوص المصری المتکلم [ الذریعة 10 : 211 ].

7 ـ « نقض العثمانیة » للمسعودی ، مؤلف مروج الذهب ، قال فیه 2 : 338 : « وقد نقضت علیه ما ذکرناه من کتبه ککتاب العثمانیة وغیره ، ونقضها جماعة من متکلمی الشیعة... والمعتزلة تنقض العثمانیة.. ».

8 ـ « نقض العثمانیة » للمظفر بن محمد بن أحمد أبی الجیش البلخی المتکلم ، المتوفى سنة 367 هـ [ النجاشی : رقم 1128 ، الذریعة 24 : 289].

9 ـ « نقض العثمانیة » لابی الفضل أسد بن علی بن عبدالله الغسانی الحلبی(485 ـ 534 هـ) عم والد ابن أبی طی الحلبی [ لسان المیزان 1 : 383 ].

10 ـ « بناء المقالة الفاطمیة (العلویة) فی الرد على العثمانیة » للسید ابن طاووس وهو جمال الدین أبو الفضائل أحمد بن موسى الحسنی الحلی ، المتوفى سنة ـ 673 هـ.

____________

=

« لغة العرب » البغدادیة 9 : 414 ـ 420 بعنوان « تفضیل بنی هاشم على من سواهم »

وطبعه عمر أبوالنصر فی مطبعة النجوى ببیروت سنة 1969 م ضمن کتابه « آثار الجاحظ » من ص 193 ـ 240.

وراجع مجلة « المورد » البغدادیة ، المجلد السابع العدد الرابع ، وهو عدد خاص بالجاحظ ص 289.

 

نسخة منه مکتوبة فی حیاته بخط تلمیذه ابن دواد ـ صاحب « الرجال » ـ فرغ منها فی شوال سنة 665 هـ ، فی مکتبة الاوقاف فی بغداد ، رقم 6777.

وعنها مصورة فی المکتبة المرکزیة بجامعة طهران ، رقم الفلم 976 ، کما فی فهرس مصوراتها 1 :291.

ونسخة فی کلیة الحقوق فی جامعة طهران ، کتبت سنة 1091 هـ ، رقم 70 د ، ذکرت فی فهرسها ص 261.

وعنها مصورة أیضا فی المکتبة المرکزیة لجامعة طهران ، رقم الفلم 1375 ، مذکورة فی فهرسها 1 : 291.

ونسخة فی مکتبة السید الحکیم العامة ، فی النجف الاشرف ، رقم 462 ، کتبت سنة 1347 هـ.

وطبعته دار الفکر الاردنیة فی عمان سنة 1405 هـ ، فی جزءین بتحقیق الدکتور إبراهیم السامرائی.

وحققه العلامة السید علی العدنانی وسوف یقدمه للطبع قریبا إن شاء الله تعالى.

ویستمر الصراع الفکری والحرب الباردة بین الطوائف المتخاصمة والمبادىء المتضاربة وإن تخللتها نماذج من الصراع الدموی.

وموقف الشیعة کان فی هذه القرون الاربعة من کل ذلک موقف الدفاع وصد الهجمات ، فظهرت الکتب تهاجم الشیعة ، وألفت الشیعة کتبا ترد علیها وتدافع عن مبدئها وکیانها.

وإلیک نماذج من ذلک ، ولا نذکر لکل قرن إلا نموذجا واحدا فإنه لا مجال هنا لاکثر من ذلک ، وأما استیعاب ذلک فیملأ مجلدات ، وربما کان ما یخص قرننا الذی نعیش فیه یشکل بمفرده مجلدا ! إذ صدر أخیرا فی الباکستان وحدها زهاء مائتی کتاب یهاجم الشیعة ! وإلى الله المشتکى.

ففى القرن السادس

کتب بعض أحناف الری من بنی المشاط ـ وجبن أن یصرح باسمه ـ کتابا

 

سماه « بعض فضائح الروافض » هاجم فیه الشیعة وتحامل علیهم ، فرد علیه معاصره نصیر الدین عبد الجلیل القزوینی الرازی بکتاب سماه « بعض مثالب النواصب » نقض علیه کل ما جاء به وفنده واشتهر باسم « النقض » وهو مطبوع مرتین بتحقیق المحدث الارموی رحمه الله.

ومنه مخطوطة فی مکتبة البرلمان الایرانی السابق ، کتبت فی القرن الثامن.

وفی القرن السابع

منی الناس بالغزو المغولی فذهلوا عن کل شیء.

وفی القرن الثامن

ظهر ابن تیمیة فتحدى کل المذاهب وعارضها ، فکفره أعلام عصره ، وألف فیما یخص الشیعة کتاب « منهاج السنة » فدلل على جهله وانحرافه عن علی علیه السلام ، وبغضه له ، وهو آیة النفاق.

فکتب بعض معاصریه کتابا فی الرد علیه سماه « الانصاف والانتصاف لاهل الحق من الاسراف » تم تألیفه سنة 757 هـ.

ونسخة عصر المؤلف موجودة فی مکتبة الامام الرضا علیه السلام فی مشهد ، برقم 5643.

ونسخة اخرى فی دار الکتب الوطنیة فی طهران (کتابخانه ملی) ، رقم 485 ع.

واخرى فی کلیة الحقوق بجامعة طهران ، رقم 130 ج.

وفی القرن التاسع

ألف یوسف بن مخزوم الاعور الواسطی کتابا هاجم فیه الشیعة ، وهو الذی ترجم له السخاوی فی الضوء اللامع 10 : 338 وقال : « یوسف الجمال أبو المحاسن الواسطی الشافعی ، تلمیذ النجم السکاکینی...

رأینا له مؤلفا سماه : الرسالة المعارضة فی الرد على الرافضة ».

 

فرد علیه الشیخ نجم الدین خضر بن محمد الحبلرودی (5) فی سنة 839 هـ فی الحلة فألف کتابا سماه « التوضیح الانور بالحجج الواردة لدفع شبه الاعور » (6).

وکتب بعد ذلک بسنة ـ سنة 840 هـ ـ فی الحلة أیضا الشیخ عز الدین الحسن بن شمس الدین محمد بن علی المهلبی الحلی کتابا فی الرد على الاعور بأمر الشیخ جمال الدین ابن فهد ، وسماه « الانوار البدریة فی کشف شبه القدریة » (7).

وفی القرن العاشر

ألف ابن حجر الهیتمی المتوفى ـ سنة 973 هـ ـ کتابه « الصواعق المحرقة » ألفه سنة 950 هـ فیمکة المکرمة وقد أثارته کثرة الشیعة والرافضة بها کما ذکر فی خطبة الکتاب.

فرد علیه فی الدیار الهندیة القاضی نور الله التستری ، الشهید سنة 1019 هـ بکتاب سماه « الصوارم المهرقة » وقد طبع فی إیران سنة 1367 هـ واعید طبعه بالافست فیها أیضا مؤخرا.

ورد علیه بالدیار الیمنیة أحمد بن محمد بن لقمان ، المتوفى سنة 1029 هـ بکتاب سماه « البحار المغرقة » ذکره الشوکانی فی البدر الطالع 1 : 118.

وفی القرن الحادی عشر

طمع السلطان مراد الرابع العثمانی (1032 ـ 1049 هـ) فی العراق ـ وکان ـ تحت سلطة الدولة الصفویة ـ فعزم على حرب إیران وهو یعلم أنه لا قبل له بالحکم الصفوی ، فلجأ إلى إثارة الطائفیة من جدید ، واستنجد بعلماء السوء علماء البلاط ، لیفتوه بجواز إثارة الحرب الداخلیة بین المسلمین ، وإباحة سفک الدماء المحرمة وقتل النفوس

____________

(5) حبلرود : من قرى الری ، فی شرقیها ، فی طریق مازندران ( طبرستان).

(6) منه نسخة کتبت سنة 1001 هـ ، فی مکتبة أمیر المؤمنین علیه السلام العامة فی النجف الاشرف.

ونسخة فی مکتبة الامام الرضا علیه السلام فی مشهد ، رقم 398.

(7) منه نسخة فی مکتبة آیة الله الحکیم العامة فی النجف الاشرف ، رقم 197 .

 

المحترمة ، فلم یجرأ أحد منهم على ذلک إلا شاب (8) یدعى نوح أفندی ، من أذناب المنافقین ، ومن دعاة التفرقة ، حریص على الدنیا ، فأفتى حسب ما یهواه السلطان وباع دینه دنیا غیره ، فأصدر فتوى بتکفیر الشیعة تحت عنوان : من قتل رافضیا واحدا وجبت له الجنة !! سببت قتل عشرات الالوف ، فدارت رحى الحرب الداخلیة تطحن المسلمین من الجانبین طیلة سبعة أشهر ، إبتداء من 17رجب سنة 1048 ـ 23 محرم سنة 1049 = 15|11| 1638 ـ 17|5|1639 حیث عقدت معاهدة الصلح فی مدینة قصر شیرین وأدت إلى انتهاء الحرب.

ولکن ماإن خمدت نیران الحرب إلا وأشعلوا نیران الفتن لابادة الشیعة داخل الرقعة العثمانیة استنادا إلى هذه الفتوى ، فأخذ السیف منهم کل مأخذ ، وأفضعها مجزرة حلب القمعیة ، فکانت حلب أشد البلاد بلاء وأعظمها عناء لانها شیعیة منذ عهد

____________

(8) توفی نوح أفندی الحنفی فی عام 1070 هـ ، ولم یؤرخوا ولادته ، فلو قدر أنه عاش سبعین سنة فعند الفتوى ـ فی سنة 1048 هـ ـ یکون ابن 58 سنة ، ولو کان عمر ثمانین سنة یکون عندها ابن سنة ، ولاشک أنه کان یتواجد عند ذاک من شیوخ الاسلام ومشیخة الدولة العثمانیة عشرات العلماء ممن هو مقدم على نوح فی سنه وعلمه وفقهه وشعبیته ولکنهم صمدوا أمام ضغط البلاط ولم یجرأ أحد منهم على إصدار کلمة واحدة توجب الشقاق والتفریق بین المسلمین وتتخذ ذریعة لسفک الدماء ، وسبی النساء ، وذبح الابریاء وهتک الاعراض ، ونهب الاموال ، وقد قال صلى الله علیه وآله وسلم : « من أعان على دم امرىء مسلم ، ولو بشطر کلمة ، کتب بین عینیه یوم القیامة : آیس من رحمة الله » [ کنز العمال 15 : 31 بألفاظ مختلفة ومصادر شتى ، عن أبی هریرة وابن عمر وابن عباس ].

وفی روایة :« لو أن أهل السماوات وأهل الارض اجتمعوا على قتل مسلم لکبهم الله جمیعا على وجوههم فی النار ، لو أن أهل السماء والارض اجتمعوا على قتل رجل مسلم لعذبهم الله بلا عدد ولا حساب » [ کنز العمال 15 : 33 ].

وهذا أمر متسالم علیه بین الفریقین ، مروی بالطریقین ، فقد روى الکلینی فی الکافی 2 : 274|3 ، والصدوق فی کتاب من لا یحضره الفقیه 4 : 68|201 ، وفی عقاب الاعمال : 326 ، والبرقی فی کتاب المحاسن ، 103|80 وفیه عن أبی جعفر علیه السلام ، والشیخ الطوسی فی أمالیة 1|201 ، عن الامام الصادق علیه السلام ، « من أعان على [ قتل ] مؤمن بشطر کلمة لقی الله عزوجل یوم القیامة مکتوب بین عینیه : آیس من رحمتی ».

وروى الکلینی فی الکافی 7 : 272|8 ، والصدوق فی کتاب من لا یحضره الفقیه 4 :70|214 ، وفی عقاب الاعمال : 328 ، عن النبی صلى الله علیه وآله وسلم : « والذی بعثنی بالحق لو أن أهل السماء والارض شرکوا فی دم امرىء مسلم [ أ ] ورضوا به لاکبهم الله على مناخرهم فی النار ».

وما رواه الفریقان فی هذا المعنى کثیر ، راجع« وسائل الشیعة » 8 : 617 ـ 618 و 19 : 8 9 و« مستدرک الوسائل » 3 : 250 ـ 251.

 

الحمدانیین ، فجردوا فیهم السیف قتلا ونهبا وسبیا وسلبا ، فلم یبق منهم إلا من لجأ إلى القرى والضواحی.

والفتوى ـ بنصها العربی ـ مدرجة فی کتاب « العقود الدریة فی تنقیح الفتاوى الحامدیة » ص 102 من الجزء الاول (9) ، جاء فیها :

« ومن توقف فی کفرهم وإلحادهم ووجوب قتالهم وجواز قتلهم ، فهو کافر مثلهم !... » إلى أن یقول فی ص 103 : « فیجب قتل هؤلاء الاشرار الکفار ، تابوا أولم یتوبوا. .. ولا یجوز ترکهم علیه بإعطاء الجزیة ، ولا بأمان مؤقت ولا بأمان مؤبد... ویجوز استرقاق نسائهم ، لان استرقاق المرتدة بعد ما لحقت بدار الحرب جائز ، وکل موضع خرج عن ولایة الامام الحق ! فهو بمنزلة دار الحرب ، ویجوز استرقاق ذراریهم تبعا لامهاتهم ».

أقول : « کبرت کلمة تخرج من أفواههم إن یقولون إلا کذبا تکاد السموات یتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا « فإنا لله وإنا إلیه راجعون.. الله یعلم سفکت هذه الفتوى من دم حرام ، وقتلت من نفوس محترمة ، فقد راح ضحیتها فی مجزرة حلب القمعیة وحدها أربعون ألفا من الشیعة ، وفیهم الالوف من الشرفاء من ذریة رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم.

فأرسل السید شرف الدین علی حجة الله الشولستانی ـ من علماء النجف الاشرف آنذاک ـ هذه الفتوى إلى إیران للسعی فی وضع حد لهذه المجازر.

فتصدى له الشیخ عز الدین علی نقی الطغائی الکمری ، قاضی شیراز ، وشیخ الاسلام بأصفهان ، المتوفى سنة 1060 هـ ، فألف فی الرد علیه وفی تفنید مزاعمه وإبطال مفتریاته کتابا حافلا سماه « الجامع الصفوی » (10).

____________

(9) ونسخة الاصل من نص الفتوى الصادرة بالترکیة لازالت محفوظة فی خزائن البلاط العثمانی ، ونشرت فی الفترة الاخیرة فی الجزء الثانی من کتاب « لا مذهب لرى » وقد طبع فی إسلامبول باللغة الترکیة ، وطبعت فیه الفتوى عن النسخة الاصلیة المحفوظة فی مرکز الوثائق فی مکتبة طوپ قپوسرای ، وهی مکتبة البلاط.

(10) من « الجامع الصفوی » نسختان فی مکتبة الامام الرضاعلیه السلام ، فی مشهد ، برقم 127 ورقم 9773 ، ذکرتا فی فهرسها 11 : 117.

وفی مکتبة السید المرعشی العامة ، فی قم ، ثلاث نسخ بالارقام 290 و 3654 و 4046 ، مذکورة فی ـ فهرسها 1 : 335 و 10 : 49 و 11 : 46 .

 

کما خصص المغفورله العلامة السید عبد الحسین شرف الدین الفصل التاسع من کتابه القیم « الفصول المهمة فی تألیف الامة » لهذه الفتوى والرد علیها جملة جملة.

کما تجد الرد الوافی والجواب الشافی على هذه الفتوى المشؤومة فی الاجزاء غیر المطبوعة من کتاب « الغدیر » لشیخنا الحجة العلامة الامینی رحمة الله علیه.

القرن الثانی عشر

ظهر کتاب فی التهجم على الشیعة باسم « الصواقع الموبقة » لمؤلف یدعى نصر الله الکابلی ، وهو نکرة لم یعرف ، ولا ترجم له فی معاجم التراجم ، کما أتیلم أعثر على من أعاره اهتماما فرد علیه.

لو کل کلب عوى ألقمته حجرا * لا صبح الصخر مثقالا بدینار

ولعلهم استغنوا عن الرد علیه بردودهم الکثیرة على کتاب « تحفه اثنى عشریه » إذ هو یعتبر ترجمة له ومسروقا منه.

القرن الثالث عشر

ربما کان الخلاف القائم بین الطائفتین یرتکز على أمرالخلافة فالصراع الفکری کان یدور حولها عبر القرون الغابرة.

ثم ظهر المولوی عبد العزیز الدهلوی فسعى لتوسیع شقة الخلاف وتعدیته إلى کل النواحی والاطراف ، فلم ، یقف فی تهجمه على الشیعة عند مباحث الامامة والخلافة شأن من تقدمه ، ولکنه أسرف وأفرط فتجاوز الامامة إلى النبوة ، ثم لم یقف عندها حتى تعداها إلى الالهیات والمعاد والخلافات الفقهیة وغیرها وغیرها ، ووضع کتابا لهذا الغرض سماه « تحفه اثنى عشریه » وجعله اثنی عشر بابا.

فالباب الاول فی تاریخ الشیعة وفرقها.

والباب الثانی فی مکائدها !

والباب الثالث فی أسلافها وکتبها.

والباب الرابع فی رواة الشیعة وأخبارها.

والباب الخامس فی الالهیات.

 

والباب السادس فی النبوات.

والباب السابع فی الامامة.

والباب الثامن فی المعاد.

والباب التاسع فی المسائل الفقهیة.

والباب العاشر فی المطاعن.

والباب الحادی عشر فی الخواص الثلاث ، وهی الاوهام والتعصبات والهفوات.

والباب الثانی عشر فی الولاء والبراء.

وسبقه إلى ذلک ـ کما تقدم ـ نکرة شاذ مثله یدعى نصر الله الکابلی ، فألف کتابا بادرفیه إلى توسیع شقة الخلاف وتسریتها إلى أبعد الحدود فی کتاب سماه « الصواقع الموبقة » طرق فیه هذه الابواب کلها ، بحیث یعد کتاب التحفة ترجمة له أول سرقة منه.

وما إن ظهر الکتاب (تحفه اثنى عشریه) إلا وانثالت علیه الردود من کل حدب وصوب ، وتناوله أعلام الطائفة وأبطال ذلک العصر ، المدافعون عن الحق ، المجاهدون فی الله وإعلاء کلمته والحفاظ على دینه ، فردوا علیه أباطیله وزیفوا تمویهاته جملة وتفصیلا.

فمنهم من نقض الکتاب کله ، ومنهم من نقض منه بابا أو أکثر ، فمن الفریق الاول :

1 ـ الشیخ جمال الدین أبو أحمد المیرزا محمد بن عبد النبی بن عبد الصانع النیسابوری الهندی الاکبر آبادی الاخباری ، المقتول سنة 1232 هـ.

له مشارکة فی کثیر من العلوم وألف کتبا کثیرة منوعة ومنها کتابه فی الرد على التحفة الاثنی عشریة بکامله ، سماه « سیف الله المسلول على مخربی دین الرسول » ولقبه بـ « الصارم البتار لقد الفجار وقط الاشرار والکفار » ، کبیر فی ست مجلدات.

الذریعة 10 : 190 و 12 : 288 و 15 : 3 ، الاعلام للزرکلی 6 : 251 ، معجم المؤلفین 9 : 31 ، أعیان الشیعة 9 : 392.

2 ـ المیرزا محمد بن عنایة أحمد خان الکشمیری الدهلوی ، الملقب بالکامل

 

والمشتهر بالعلامة ، نزیل لکهنو ، المتوفى سنة 1235 هـ.

کتب السید إعجاز حسین الکنتوری عن حیاته کتابا مفردا وترجم له فی کتابیه « شذور العقیان » و « کشف الحجب » ص 579.

وأشهر کتبه وأحسنها هو کتابه« نزهة الاثنی عشریة فی الرد على التحفة الاثنی عشریة » نقض فیه أبوابه الاثنی عشر کلها ، أفرد لنقض کل باب مجلدا ولکن الذی تم تألیفه وانتهى تبییضه وطبع وانتشر هو خمسة مجلدات طبعت بالهند سنة 1255 وهی الاول والثالث والرابع والخامس والتاسع (11).

ومن مجلده السابع مخطوطة فی المکتبة الناصریة فی لکهنو ، وهی مکتبة آل صاحب العبقات ، وعنها مصورة فی مکتبة الامام أمیر المؤمنین علیه السلام العامة فی أصفهان.

ومن مجلده الثامن مخطوطة فی مکتبة البرلمان الایرانی السابق ، برقم 2809 ، وصفت فی فهرسها 9 : 92.

ومن الاجزاء المطبوعة توجد نسخ مخطوطة فی المکتبة الناصریة بالهند ، وفی المتحف الوطنی فی کراجی ، وصفها المنزوی فی الفهرست الموحد للمخطوطات الفارسیة فی البکاستان 2 : 1199.

ولمؤلف النزهة ترجمة مطولة فی کتاب « نجوم السماء » ص 352 ـ 362.

3 ـ المولوی حسن بن أمان الله الدهلوی العظیم آبادی ، نزیل کربلاء ، المتوفى حدود سنة 1260 هـ.

ترجم له شیخنا رحمه الله فی« الکرام البررة » من طبقات أعلام الشیعة ، ص308 ، وعدد مؤلفاته.

له کتاب « تجهیز الجیش لکسر صنمی قریش » فی الرد على التحفة الاثنی عشریة ، توجد مخطوطة منه فی مکتبة السید المرعشی العامة فی قم ، کتبت فی القرن الثالث عشر.

____________

(11) کذا ذکر شیخنا ـ رحمه الله ـ فی الذریعة 24: 108 ـ 109 ، والکنتوری فی « کشف الحجب » ص 579 ، ولکن مشار ذکر فی فهرسه للمطبوعات الفارسیة ـ فهرست کتابهای چاپی فارسی 2 : 3265 ـ أن المطبوع منه تسع مجلدات .

 

نشرة المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 6 : 361 ، فهرس المخطوطات الفارسیة للمنزوی 2 : 906.

ومن الفریق الثانی وهم الذین لم تسع أعمارهم لنقض الکتاب کله وإنما نقضوا بعضه ، فمنهم من استهدف منه بابا واحدا فرکز علیه اهتمامه ، وکرس فیه جهوده ، وصب علیه ردوده ، کصاحب « عبقات الانوار » رحمه الله ، حیث اختار الباب السابع منه ورد علیه بمنهجیه ، وخص کل حدیث من أحادیث منهجه الثانی بمجلد ضخم أو أکثر فأشبع القول فیه ، ولم یترک شاردة ولا واردة إلا وتکلم علیها ، وسیأتی الکلام عنه بالتفصیل.

ومنهم من طرق منه أکثر من باب ، فرد على کل باب بکتاب مفرد ضخم وإلیک الردود الموجهة إلیه بابا ، بابا :

الباب الاول

من کتاب تحفه اثنى عشریه

فی تاریخ الشیعة

فممن رد علیه المتکلم المحقق العلامة السید محمد قلی بن السید محمد حسین اللکهنوی الکنتوری ، المتوفى سنة 1260 هـ ، وهو والد السید حامد حسین مؤلف کتاب « عبقات الانوار ».

قال فی « کشف الحجب » ص 524 : « کان ـ أعلى الله درجته ـ ملازما للتصنیف وترویج شعائر الله وذب شبهات المخالفین لیلا ونهارا ، کثیر العبادة ، حسن الخلق ، منقطعا عن الخلق... ».

فقد رد على الباب الاول : بکتاب « السیف الناصری » وقد طبع بالهند ، کما ألف فی الرد على کل من الباب الثانی والسابع والعاشر والحادی عشر کتبا صخمة وسمى المجموع بـ « الاجناد الاثنا عشریة المحمدیة » یأتی کل منها فی بابه.

ثم إن الفاضل الرشید تلمیذ صاحب التحفة ألف رسالة حاول فیها الاجابة عن ردود السید والانتصار لاستاذه ، فرد علیه السید محمد قلی بکتاب سماه « الاجوبة الفاخرة فی الرد على الاشاعرة ».

 

الذریعة : 4 : 192 ـ 193 و 12 : 290 و10 : 190 و 1 : 277 و 26 : 29 ، کشف الحجب : 24 ، نجوم السماء : 422 ، نزهة الخواطر 7 : 460 ، الثقافة الاسلامیة فی الهند : 220 ، دراسات فی کتاب العبقات : 130 ، أعیان الشیعة 9 : 401.

الباب الثانی

فی المکائد

ردعلیه السید محمد قلی ـ المتقدم ـ أیضا بکتاب سماه « تقلیب المکائد » طبع بالهند ، فی کلکته ، سنة 1262 هـ ، وهو أحد الاجناد الاثنی عشر.

الذریعة 4 : 193و 389 و 10 : 190 ، نجوم السماء : 422 ، نزهة الخواطر 7 : 461 ، الثقافة الاسلامیة فی الهند : 220 ، کشف الحجب : 137.

الباب الثالث

فی الاسلاف

رد علیه المیرزا محمد بن عنایة أحمد خان الکشمیری الدهلوی ، وهو أحد أجزاء کتابه « نزهه اثنى عشریه » ومن مجلداته الخمسة المطبوعة بالهند سنة 1255 هـ.

الباب الرابع

فی اصول الحدیث والرجال

1 ـ رد علیه المیرزا محمد ـ المتقدم ـ ، وهو من أجزاء کتابه « نزهه اثنى عشریه » ومن مجلداته المطبوعة سنة 1255 هـ.

2 ـ وممن رد على هذا الباب أیضا ، المولوی خیر الدین محمد الهندی الاله آبادی ، بکتاب سماه « هدایة العزیز » (هدیة العزیز).

الذریعة 25 : 212 ، کشف الحجب : 605 ، نزهة الخواطر 7 : 163 ، طبقات أعلام الشیعة (الکرام البررة) 2 : 510 ، تکملة نجوم السماء 1 : 421.

 

الباب الخامس

فی الالهیات

1 ـ رد علیه المتکلم المجاهد الفقیه المحقق السید دلدار علی بن محمد معین النقوی الهندی النصیر آبادی اللکهنوی ، الملقب بممتاز العلماء ، والمشتهر بغفران ماب المتوفى سنة 1235 هـ.

شیخ أعلام الطائفة فی الدیار الهندیة ، واستاذ علمائها ، ولد سنة 1166 هـ ، واتجه إلى طلب العلم ، قرأ الالهیات فی بلاده ، ثم هاجر عام 1193 هـ إلى العراق ـ وحضرفی کربلا أبحاث الاستاذ الاکبر الوحید البهبهانی والفقیه المدقق السید علی الطباطبائی ـ صاحب الریاض ـ والعلامة الجلیل السید مهدی الشهرستانی ، ثم رحل إلى النجف الاشرف وأفاد من أعلامها البارزین ، ولازم دروس السید مهدی بحر العلوم ، ثم زار مشهد الامام الرضا علیه السلام بخراسان سنة 1194 ، وحضر دروس السید مهدی الشهید ، ثم قفل راجعا إلى بلاده وأقام فی لکهنو ، وقام بأعباء الوظائف الشرعیة ، ونهض لخدمة الدین الحنیف وترویج الشریعة الاسلامیة ونشر مذهب أهل البیت ومکافحة سائر الفرق .

ترجم له عبد الحی اللکهنوی فی « نزهة الخواطر » ترجمة حسنة ، وقال : « ثم إنه بذل جهده فی إحقاق مذهبه وإبطال غیره لاسیما الاحناف والصوفیة والاخباریة حتى کاد یعم مذهبه فی بلاد إود ویتشیع کل من الفرق... ».

وهو أول من أقام الجمعة والجماعة فی تلک البلاد وأسس الحوزة العلمیة وربى جماعة من العلماء وألف کتبا قیمة أهمها کتاب « عماد الاسلام » کتاب مبسوط فی علم الکلام والاصول الخمسة الاعتقادیة ویسمى « مرآة العقول » أیضا فی خمسة مجلدات ضخام ، طبع منه أربعة مجلدات وهی التوحید والعدل والنبوة والمعاد.

وألف فی الرد على « تحفه اثنى عشریه » خمسة کتب ، یأتی کل منها فی بابه ومنها کتابه فی الرد على هذا الباب وسماه « الصوارم الالهیات فی قطع شبهات عابد العزى واللات » طبع بالهند سنة 1215 هـ ، ورد علیه أسد الله الملتانی بکتاب سماه « تنبیه السفیه » !

 

طبقات أعلام الشیعة (الکرام البررة) 2 : 519 ـ 523 ، أعیان الشیعة 6 : 425 ، أحسن الودیعة 1 : 4 ـ 9 ، الذریعة 10 : 190 و 15 : 92 و 330 ، نزهة الخواطر 7 : 166 ، کشف الحجب : 372 ، نجوم السماء : 350 ، الثقافة الاسلامیة فی الهند : 220 ، الاعلام 2 : 340 ، معجم المؤلفین 4 : 145.

2 ـ ومن الردود على هذا الباب ، المجلد الخامس من کتاب « نزهة اثنى عشریة » للمیرزا محمد بن عنایة أحمد خان الکشمیری الذی تقدم ذکره.

الباب السادس

فی النبوات

1 ـ رد علیه السید دلدار علی ـ المتقدم ـ بکتاب سماه « حسام الاسلام وسهام الملام » طبع فی کلکته بالهند سنة 1215 هـ.

الذریعة 7 : 12 و 10 : 190 ، نجوم السماء : 350 ، کشف الحجب : 195 ، نزهة الخواطر 7 : 168 ، الثقافة الاسلامیة فی الهند : 219.

الباب السابع

فی الامامة

1 ـ وقد رد علیه العلامة الحجة السید دلدار على النقوی النصیر آبادی ، الذی رد على الباب الخامس فی الالهیات ، وسماه « الصوارم الالهیات » فقد رد على هذا الباب ـ فی أبحاث الامامة وسماه « خاتمة الصوارم » کما ألف فی الرد على عدة أبواب اخرى مما تقدم ویأتی.

2 ـ وممن نقض هذا الباب أیضا ابنه العلامة السید محمد بن السید دلدار علی ـ المتقدم ـ الملقب بسلطان العلماء ، والمتوفى سنة 1284 هـ ، فقد ألف فی الرد على هذا الباب کتابین ، کتاب فی الامامة باللغة العربیة ردا على هذا الباب من التحفة وآخر بالفارسیة سماه « البوارق الموبقة » وقد طبع بالهند.

نزهة الخواطر 7 : 415 ، الثقافة الاسلامیة : 219 ، کشف الحجب 88 ، الذریعة 3 : 154 ، و 10 : 190 ، أحسن الودیعة 1 : 41.

 

3 ـ ومنهم السید جعفر أبو علی خان بن غلام علی الموسوی البنارسی ، ثم الدهلوی ، تلمیذ المیرزا محمد مؤلف « نزهه اثنى عشریه » فقد رد على هذا الباب بکتاب سماه « برهان الصادقین » رتبه على أبواب وفصول ، وفی الباب التاسع منه تطرق إلى مسائل المسح والمتعة ونحوها.

وله مختصره أیضا سماه « مهجة البرهان ».

کشف الحجب : 572 ، الذریعة 3 : 97 و 10 : 190و 23 : 288 ، الکرام البررة : 1 : 233 ، تکملة نجوم السماء 1 : 427 ، نزهة الخواطر 7 : 17.

4 ـ ومنهم الایة الباهرة سید المجاهدین السید حامد حسین ، فقد رد على هذا الباب بکتاب « عبقات الانوار » وهو أهم الردود على هذا الباب ، بل هو أحسن الردود على « تحفه اثنى عشریه » ، بل هو أجل ما الف فی الامامة ، قال عنه شیخنا صاحب الذریعة رحمه الله : « هو أجل ما کتب فی هذا الباب من صدر الاسلام إلى الان ، یقع فی أکثر من عشر مجلدات کبار... » (12).

5 ـ ومنهم العلامة الکبیر السید محمد قلی ، والد صاحب العبقات ، ألف فی الرد علىهذا الباب کتاب « برهان السعادة » کما رد على غیر واحد من أبواب التحفة مما تقدم ویأتی.

الذریعة 3 : 96 و 10 : 190 ، کشف الحجب : 84 وقال : « وهو من أحسن ما کتب فی الامامة » ، نزهة الخواطر 7 : 461 ، نجوم السماء : 422 ، الثقافة الاسلامیة فی الهند : 220.

6 ـ ومنهم العلامة السید المفتی محمد عباس الموسوی التستری الجزائری ، المتوفى سنة 1306 هـ ، صاحب المؤلفات الکثیرة المنوعة ، واستاذ صاحب العبقات ، ألف فی الرد على الباب السابع من التحفة کتاب « الجواهر العبقریة » المطبوع بالهند ، تناول فیه الشبه التی أوردها صاحب التحفة على غیبة الامام المهدی علیه السلام وعجل الله فی ظهوره فرد علیه بأحسن رد.

الذریعة 5 : 271 و 10 : 190.

____________

(12) نقباء البشر: 348 ، أقول : سیأتی الکلام عنه وعلى کل واحد من مجلداته بالتفصیل ، إذ هو المقصود ـ والهدف من هذا المقال ، وإنما ذکرنا غیره تبعا وتمهیدا له .

 

کما ألف السید دلدار علی النقوی أیضا رسالة فی الغیبة ردا على التحفة.

نزهة الخواطر 7 : 168 ، الذریعة 16 : 82 ، کشف الحجب : 285.

الباب الثامن

فی المعاد

رد علیه السید دلدار علی النقوی ، المتوفى سنة 1235 هـ ، بکتاب سماه « إحیاء السنة وإماتة البدعة بطعن الاسنة » طبع بالهند سنة 1281 هـ ، وللمؤلف ردود على أبواب اخرى مما تقدم ویأتی.

الذریعة 1 : 271 و 10 : 190 ، الکرام البررة 2 : 520 ، نزهة الخواطر 7 : 167 ، کشف الحجب : 28 ، الثقافة الاسلامیة فی الهند : 219.

وممن رد على هذا الباب المیرزا محمد بن عنایة أحمد خان ، فالمجلد الثامن من کتابه « نزهه اثنى عشریه » رد على هذا الباب من « تحفه اثنى عشریه » وهو موجود فی مکتبة البرلمان الایرانی السابق برقم 2809 کما تقدم.

الباب التاسع

فی المسائل الفقهیة الخلافیة

فممن رد علیه المیرزا محمد بن عنایة أحمد خان الکشمیری ، المتوفى سنة 1235 هـ ، خص المجلد التاسع من کتابه القیم « نزهه اثنى عشریه » فی الرد على هذا الباب ، وهو مطبوع بالهند سنة 1255 هـ.

ثم ألف المولوی إفراد على الکالپوی فی الرد على هذا المجلد من النزهة کتاباً سماه « رجوم الشیاطین » فرد علیه السید جعفر أبوعلی خان الموسوی البنارسی بکتاب سماه « معین الصادقین ».

کشف الحجب : 536 ، الذریعة 21 : 285.

ولصاحب النزهة ـ رحمه الله ـ کتاب آخر فی الرد على الکید الثامن من هذا الباب حول المتعة ومسح الرجلین ، منه مخطوطة فی المکتبة الناصریة ، وهی مکتبة آل صاحب العبقات فی لکهنو ، وعنها مصورة فی مکتبة الامام أمیر المؤمنین العامة فی

 

أصفهان.

کما أن الشیخ أحمد بن محمد علی الکرمانشاهی ، حفید الاستاذ الاکبر الوحید البهبهانی رحمه الله ، والمتوفى سنة 1235 هـ ، له فی الرد على هذا الموضع من الباب التاسع کتابا سماه « کشف الشبهة عن حلیة المتعة » ، منه مخطوطة فی المتحف الوطنی فی کراجی ، کتبت سنة 1227 هـ (13).

الکرام البررة : 100 ، الذریعة 18 : 39.

الباب العاشر

فی المطاعن

1 ـ ممن رد على هذا الباب هوالسید محمد قلی الکنتوری ، والد صاحب العبقات ، نقضه بکتاب سماه « تشیید المطاعن لکشف الضغائن » وهو کبیر فی مجلدین ضخمین ، الاول منهما یشتمل على أربعة أجزاء فی نحو ألفی صفحة ، وثانیهما فی 442 صفحة ، فالمجموع خمسة أجزاءطبعت بالهند على الحجر سنة 1283 هـ ، ملؤها فوائد وتحقیقات قیمة بها تعرف مقدرة المؤلف العلمیة وسعة اطلاعه وتوسعه فی الکلام.

ذکره فی کشف الحجب ص122 وقال : « وهو کتاب لم یطلع أحد على مثیله ، ولم یظفر الزمان بعدیله ، حاو على إلزامات شدیدة وإفحامات سدیدة ، اشتمل على ما لم یشتمل علیه کتاب الاجوبة الشافعیة بفصل الخطاب...». الذریعة 4 : 192.

واعید طبع قسم منه بالافست فی إیران ، کما اعید طبع قسم منه فی الباکستان على الحروف.

2 ـ وممن رد على هذا الباب سلطان العلماء السید محمد بن السید دلدار علی النقوی النصیر آبادی الهندی ، المتوفى سنة 1284 هـ.

ترجم له عبد الحی اللکهنوی فی نزهة الخواطر 7 : 415 فقال : « مجتهد الشیعة وإمامهم فی عصره ، ولد سنة 1199 ، واشتغل بالعلم على والده من صباه ، ولازمه ، ملازمة

____________

(13) الفهرس الموحد للمخطوطات الفارسیة فی الباکستان 2 : 1169 .

 

طویلة ، وفرع من تحصیل العلوم العلوم المتعارفة وله نحو 19 سنة ، فتصدى للدرس والافادة ، وأجازه والده سنة 1218 ، وأخذ عنه إخوته وخلق کثیر من العلماء ، وکان ممن تبحر فی الکلام والاصول ، وحصل له جاه عظیم عند الملوک ، لاسیما أمجد علی شاه اللکهنوی ، لقبه بسلطان العلماء وولاء الافتاء ، وکان یأتی عنده فی بیته... له مصنفات عدیدة منها کتابه فی مبحث الامامة جوابا عما اشتمل علیه التحفة ».

وذکره فی کتابه الثقافة الاسلامیة فی الهند ـ ص 219 ـ عند عد متکلمی الشیعة فی الهند ووصفه بقوله : « فاق والده... » (14).

أقوله : له فی الرد على مباحث هذا الباب کتاب « طعن الرماح » بحث فیه قصة فدک والقرطاس وإحراق باب فاطمة علیها السلام وتطرق فی الخاتمة إلى قصة شهادة الحسین علیه السلام ، وفرغ منه فی رجب سنة 1238 ، وطبع بالهند سنة 1308 هـ.

ورد علیه الشیخ حیدر علی الفیض آبادی وسماه « نقض الرماح فی کبد النباح » !

3 ـ وممن رد على هذا الباب السید أبوعلی خان جعفر الموسوی الهندی ، رد علیه بکتاب سماه « تکسیر الصنمین».

الباب الحادی عشر

فی الاوهام والتعصبات والهفوات

وممن رد علیه السید محمد قلی الکنتوری ، المتوفى سنة 1260 هـ.

رد على هذا الباب بکتاب سماه « مصارع الافهام لقلع الاوهام ».

کشف الحجب : 524 ، الذریعة 21 : 97.

الباب الثانی عشر

فی الولاء والبراء وسائر المعتقدات الشیعیة

وهو آخر أبواب التحفة ، رد علیه السید دلدار علی النقوی النصیر آبادی ، المتوفی

____________

(14) تقدم ذکر والده فی الکلام على الباب الخامس.

 

سنة 1235 هـ ، الذی تقدم ذکره عند الکلام على الباب الخامس ، فقد رد علیه بکتاب سماه « ذوالفقار » أجاب فیه عن کل الشبه التی وجهها صاحب التحفة على غیبة الامام المهدی علیه السلام فی الباب السابع ـ فی الامامة ـ ثم أعادها هنا عند کلامه عن معتقدات الطائفة ، طبع بالهند سنة 1281 هـ.

کشف الحجب : 221 ، الذریعة 10 : 44 و 190 ، مشار 2 : 1605 ، نجوم السماء : 346 ، الثقافة الاسلامیة فی الهند :219.

القرن الرابع عشر

کلنا یتصور أن حلول القرن الرابع عشر قد أنهى القرون المظلمة وجاء بعصر النور والحضارة والتفتح ، وذهب بالعصبیات العمیاء والطائفیات الممقوتة ، لکن مع الاسف نرى الامر على العکس من ذلک تماما ، فربما کان ما یکتب فی القرن الغابرة فی مهاجمة الشیعة وإن کان مکابرة وتمحلات سخیفة لکنها کانت تظهر بمظهر نقاش علمی وجدل کلامی.

وأما فی القرن الرابع عشر ، فلا ترى إلا اجترارا لما تقیأه السابقون ، واستیرادا من بلاد نائیة ولغة اخرى ، کمختصر التحفة الاثنی عشریة ، فإنه منقول من الهند إلى العراق ، ومن الفارسیة إلى العربیة ، فرد علیه الشیخ مهدی الخالصی بثلاثة مجلدات ، ورد علیه الفقیه المتتبع شیخ الشریعة الاصفهانی ، المتوفى سنة 1339 هـ

وهذا الجزء الاول من کتاب « مرآة التصانیف » وهو فهرس إجمالی للنتاج الفکری الهندی والباکستانی فی القرنین الثالث عشر والرابع عشر ، وقد طبع ف الباکستان سنة 1400 هـ ، رتبه حسب الموضوعات وعقد فی ص 270 بابا عنوانه « رد شیعه » ذکر فیه 59 کتابابهذا الصدد ، 57 منها من مؤلفات القرن الرابع عشر سوى ما ذکر فی العناوین الاخر کالعقائدیات والفقهیات وما شابه.

ثم انحطاط إلى الجهل المطبق وإسفاف إلى السباب المقذع ، فلیس هناک إلا شتائم وأکاذیب وتهم وأباطیل ، ومن نماذج ذلک مخاریق القصیمی وموسى جار الله ومبغض الدین الخطیب والجبهان وو.

وقد انطلق أعلام الطائفة من موقفهم الدفاعی فردوا أباطیلهم وزیفوا

 

تمویهاتهم وفضحوا أکاذیبهم ، منهم شیخنا الحجة العلامة الامینی تغمده الله برحمته ، فی الجزء الثالث من موسوعته القیمة « الغدیر » ، وسید الاعیان السید محسن الامین فی مقدمة « أعیان الشیعة » وفی کتابه « نقض الوشیعة » ، والعلامتین الجلیلین الشیخ لطف الله الصافی والشیخ سلمان الخاقانی فی ردهما على مبغض الدین ووو...

القرن الخامس عشر

ها نحن فی بدایات هذا القرن لم نعش منه إلا بضع سنین ، ولم یمض منه عقد واحد ! ولکن الإحصائیات تنبئک بالمدهش المقلق ، ففی العام الماضی وحده ! ـ صدر فی الباکستان وحدها ! ستون کتابا تهاجم الشیعة طبع منها ثلاثون ملیون نسخة !!

وفی السنتین قبل العام الماضی صدر فی الباکستان فقط مائتا کتاب تهاجم الشیعة ، فیا قاتل الله السیاسة.. قاتل الله النفط السعودی.. قاتل الله الدولار الامریکی... وإلى الله المشتکى.

ولنترک کل هذا ولنعد إلى ما کان هو الغرض والقصد من هذا المقال ، وهو الاشادة بکتاب « عبقات الانوار » وبمؤلفه العملاق المجاهد البطل السید حامد حسین اللکهنوی ، المتوفی سنة 1306 هـ ، وذلک بمناسبة مرور قرن على وفاته رحمة الله علیه.

کلمة عابرة عن صاحب العبقات وکتابه

قد عرفت فیما تقدم أن الباب السابع من کتاب « تحفه اثنى عشریه » فی الامامة ، قد رد علیه ونقضه جمع من أعلام الطائفة وأبطال العلم والجهاد سبق الاشادة بهم وبجهودهم المبارکة ، وفی طلیعتهم العلامة السید حامد حسین ـ رحمه الله تعالى ـ وأرجأنا الکلام على ذلک بشیء من البسط إلى هنا ، فنقول:

خصص مؤلف التحفة الباب السابع منه بالامامة ورتبه على منهجین :

الاول : فی الایات القرآنیة ، مما استند إلیه الشیعة فی إثبات الامامیة ، واکتفى منها بست آیات وحاول تأویلها والنقاش فی دلالاتها.

والمنهج الثانی : فی الاحادیث ، واقتصر منها على اثنی عشر حدیثا ، موهما الناس

 

أن هذا کل ما تمتلکه الشیعة فی دعم ما تذهب إلیه ، وحاول جهده الخدشة إما فی إسنادها أوفی دلالتها.

فتصدى له هذا المجاهد البطل ورد علیه فی هذا الباب وأفرد لکل حدیث مجلد أو أکثر ، فنقض کلامه حرفا حرفا فی عدة مجلدات ضخام ، وأشبع القول فی کل جوانب البحث ، بإیراد الادلة والنصوص والشواهد والمتابعات ، وتعدیل الرواة واحدا واحدا ، وتوثیق المصادر المستقى منها (15).

وهذا مجهود کبیر لا یقوم به إلا لجان تتبنى کل لجنة جانبا من ذلک ، ولکن نهض هذا العملاق بمفرده بهذا العبء الثقیل مستعینا بالله ومتوکلا علیه ، انتصارا لله ولدینه ولنبیه ولال بیت نبیه صلوات الله علیه وعلیهم ، فأیده الله ولا شک ، ولولاه لما تم له ذلک ، وقد قال عزوجل : « ومن جاهد فینا لنهدینه سبلنا... ».

على أنه لم یعمر أکثر من ستین عاما ، ولم تکن هذه الموسوعة المدهشة نتاجه الوحید ، بل أنتج عدة مؤلفات ضخمة قیمة منها :

استقصاء الافحام واستیفاء الانتقام ؛ ألفه فی الرد على « منتهى الکلام » لحیدر علی الفیض آبادی ، وصد هجماته على الطائفة. أشبع القول فیه فی صیانة القرآن عن التحریف ، وبسط الکلام فی إثبات المهدی ووجوده علیه السلام.

قال شیخنا رحمه الله فی الذریعة 2 : 31 : « یدخل تحت عشر مجلدات ، طبع بعض أجزائه فی ثلاث مجلدات سنة 1315... ».

ومنها : افحام أهل المین فی الرد على إزالة الغین ، لحیدر علی المتقدم ، وهذا أیضا فی عدة مجلدات.

ولا بدلنا أن نعترف بالتقصیر أمام هذا المجاهد العظیم ، فقد کان ینبغی أن یکتب عن حیاته المبارکة وعن اسرته الکریمة وموسوعته القیمة الخالدة عشرات الکتب ،

____________

(15) وذلک على إثر قراءته عشرات الالاف من الکتب ـ مطبوعها ومخطوطها ـ واستخراج ما فی کل کتاب مما یصلح أن یستند إلیه وفهرسته على ظهر الکتاب ، فلا تجد کتابا فی مکتبته إلا علیه فهرس بخطه مستخرجا منه فوائد تصلح أن تستخدم فی هذا الصدد ، ولا وقع فی یده کتاب من المکتبات الاخرى إلا وفعل به ذلک ، فقد تجد فی سائر مکتبات الهند کتبا علیها خطه الشریف ، مسجلا ما فیها من فوائد ، وبذلک تعلم أنه قد وقع بید السید فقرأه کله وسجل علیه ملاحظاته ، ومن هذا النوع فی مکتبات الهند کثیر ، هذا عدا کتب مکتبته التی کانت تبلغ 30000 کتابا .

 

ولکن لم یکتب عنه فیما علمنا سوى :

1 ـ ضیاء العین فی حیاة السید حامد حسین : للشیخ سعادة حسین اللکهنوی دام بقاؤه.

2 ـ سبیکه اللجین فی حیاة ابنه السید ناصر حسین ؛ للشیخ فدا حسین اللکهنوی.

3 ـ میر حامد حسین ؛ کتاب بالفارسیة للاستاذ محمد رضا الحکیمی ، مطبوع.

4 ـ کتاب عن حیاة الاسرة ورجالاتها ومکتبتها ، للاستاذ خواجه پیری.

5 ـ دراسات فی کتاب العبقات ؛ للفاضل المهذب السید علی المیلانی حفظه الله ، طبع فی مقدمة الجزء الاول من تعریب العبقات ، کما نشر مستقلا.

6 ـ سواطع الانوار فی تقاریظ عبقات الانوار ؛ طبع فی لکهنو سنة 1303 هـ.

7 ـ القصائد المشکلة فی المراثی المثکلة ؛ طبع بالهند سنة 1891 م ، وهی مجموعة قصائد قیلت فی رثائه رحمه الله باللغة العربیة.

فالحدیث عن صاحب العبقات رحمه الله یستدعی مجلدات ، فلندعه الان ولنعد إلى ما کنا بصدده ، وهو الحدیث عن کتابه فنقول :

أما ردوده على المنهج الاول (16) فهی عدة مجلدات لم یکتب لها أن تقدم للطبع فلم تر النور حتى الان.

وأما ردوده على المنهج الثانی فهی أیضا عدة مجلدات ضخام طبع أکثرها فی حیاته رحمه الله وبعضها لم یطبع حتى الیوم ! وإلیک تفاصیل ذلک:

المجلد الاول

یبحث عن حدیث الغدیر ، وهو قوله صلى الله علیه وآله : « فمن کنت مولاه فهذا علی مولاه » فتناوله المؤلف رحمه الله بدراسة شاملة إسناداً ومتنا ، فهو یقع فی قسمین ضخمین.

قسم یضم أسماء الصحابة الذین رووا هذا الحدیث ، وهم مائة نفس أو

____________

(16) راجع ص 53 .

 

یزیدون ، ثم التابعین الذین رووه عن الصحابة ، ثم أتباع التابعین ، ثم الحفاظ وأئمة الحدیث من غیر الشیعة حسب التسلسل الزمنی حتى عصر المؤلف ، مع الاسهاب فی تراجمهم وتوثیقاتهم ومصادرها ، وتوثیق تلک المصادر ، وقد أتى بالعجب العجاب مما یدهش العقول ویحیر الالباب.

والقسم الثانی یتناول متن الحدیث ووجوه دلالته على خلافة أمیر المؤمنین علیه السلام ، والقرائن المحتفة به الدلالة على ذلک ، ودفع شبه الخصوم ودحض کل الشکوک والاوهام والتمحلات الباردة والتأویلات السخیفة ، وما إلى ذلک من دراسات وبحوث حول هذا الحدیث.

وهذا المجلد طبع على الحجر بالهند بقسمیه فی حیاة المؤلف ، فی سنة 1293 هـ ، فی ثلاث مجلدات ضخام.

القسم الاول وهو ما یخص أسانید الحدیث ومصادره ورواته ومخرجیه ، وم یدور فی فلکها من بحوث ودراسات شاملة ومستوفاة ، طبع على الحجر فی 1251 صفحة بالحجم الکبیر.

وطبع القسم الثانی سنة 1294 فی مجلدین یزیدان على ألف صفحة.

وقد اعید طبع القسم الاول أیضا فی طهران سنة 1369 ، فطبع على الحروف فی 600 صفحة بالحجم الکبیر.

واعید طبع المجلد الاول فی قم ، فطبع القسم الاول منه بتحقیق العلامة الجلیل الشیخ غلام رضا مولانا البروجردی ، وقد صححه ، وخرج أحادیثه ، وقارن النصوص والنقول مع مصادرها ، وعین أرقام أجزائها وصفحاتها ، وسوف یصدر فی خمسة أجزاء.

وسوف یباشر بطبع القسم الثانی منه ، وهو عازم على متابعة المهمة والاستمرار فی طبع بقیة المجلدات طبعة حروفیة محققة مخرجة إن شاء الله ، وفقه الله تعالى وأخذ بناصره.

وطبع هذا المجلد أیضا بقسمیه معربا ، عربه بتلخیص السید علی المیلانی حفظه الله ، فصدر فی أربعة أجزاء فی عام 1405 باسم « خلاصة عبقات الانوار » مع إلحاق مستدرک علیه ذکر فیه 189 عالما وراویا رووا هذا الحدیث ممن لم یذکروا فی

 

الاصل ، مع تراجمهم وتوثیقهم وفق منهج المؤلف فی الاصل.

کما ویطبع الان تعریب هذا القسم ـ مجلدی حدیث الغدیر ـ بتعریب السید هاشم الامین الحسینی نجل المغفور له الامین العاملی سید الاعیان ، فقد عربه بکامله من دون حذف ، ولا تلخیص شیء ، وها هو الان تحت الطبع ولما یصدر بعد.

ثم إن المحدث الورع الشیخ عباس القمی ـ المتوفى سنة 1359 ـ لخص هذا القسم من عبقات الانوار ـ قسم حدیث الغدیر ـ بمجلدیه وهذبه ورتبه وسماه « فیض القدیر بما یتعلق بحدیث الغدیر » وفرغ منه فی النجف الاشرف سنة 1321 هـ ، وبقی مخطوطاً زهاء خمسة وثمانین عاما إلى أن قیض الله له زمیلنا الفاضل الشیخ رضا الاستادی فسعى فی تخریجه ، ثم نشره ، وصدر عن مؤسسة « در راه حق » فی قم سنة 1406 ، فی 462 صفحة.

المجلد الثانی

وهو یتناول البحث عن حدیث المنزلة ، وهو قوله صلى الله علیه وآله وسلم لعلی علیه السلام : « ألا ترضى أن تکون منی بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبی بعدی ».

أخرجه البخاری ومسلم وغیرهما من الحفاظ فی الصحاح والسنن والمسانید ، وفی الاستیعاب : « هو من أثبت الاثار وأصحها » وقد جاوز حد التواتر ، حتى أن محدثا واحدا من أعلام القرن الخامس ، وهو الحافظ أبو حازم العبدوئی قال : « خرجت هذا الحدیث بخمسة آلاف طریق ».

فتناول مؤلف العبقات هذا الحدیث على غرار المجلد السابق فجمع ما أمکنه من أسانیده وطرقه ونصوص الاعلام بتواتره وما إلى ذلک ، ثم تکلم عن معناه ودلالته على خلافة أمیر المؤمنین علیه السلام ، وبسط القول فی وجوه دلالته بدراسة شاملة وبحث مستوفى ، وقد طبع على عهد المؤلف فی لکهنو بالهند فی سنة 1295على الحجر فی 977 صفحة بالحجم الکبیر.

ثم أعادت مؤسسة « نشر نفائس المخطوطات » فی أصفهان طبعه بالافست مع تصغیر حجمه فی مطبعة نشاط بأصفهان فی سنة 1406 وذلک بمناسبة مرور مائة عام

 

على وفاة مؤلفه رحمه الله ، وذلک برعایة العلامة المحقق السید محمد علی الروضاتی دام فضله ، فأشرف على طبعه ، وقدم له مقدمة ، وعمل له فهرسا لعناوین بحوثه وقائمة بمصادره ، فجزاه الله خیرا.

المجلد الثالث

فی حدیث الولایة ، وهو قوله صلى الله علیه وآله : « إن علیاً منی وأنا منه ، وهو ولی کل مؤمن من بعدی » فتناوله بالبحث المستوفى والدراسة الشاملة ، إسنادا ودلالة ، وأثبت دلالته بوضوح على خلافة أمیر المؤمنین علیه السلام ، وأنه من النصوص الواردة على استخلافه على غرار ما تقدم.

طبع بالهند فی حیاة المؤلف فی سنة 1303 طبعة حجریة فی 585 صفحة بالحجم الکبیر.

المجلد الرابع

حول حدیث الطیر ، وهو قوله صلى الله علیه وآله ـ لما اهدی إلیه طیر مشوی ـ : « اللهم ائتنی بأحب خلقک إلیک یأکل معی من هذا الطیر » فجاء علی علیه السلام وأکل معه.

فتکلم عن الحدیث وطرقه وأسانیده ووجوه دلالته بدراسة شاملة منقطعة النظیر على غرار ما تقدم منه رحمه الله.

وطبع فی جزءین فی 512 و 224صفحة بالحجم الکبیر على الحجر بالهند فی لکهنو سنة 1306 هـ.

المجلد الخامس

حول حدیث مدینة العلم ، وهو قوله صلى الله علیه وآله : « أنا مدینة العلم وعلی بابها فمن أراد المدینة فلیأتها من بابها ».

فتکلم المؤلف رحمه الله ـ على عادته ـ عن الحدیث إسنادا ومتنا ، وتناوله بالبحث من کل جوانبه ، واستعرض وجوه دلالته على خلافة أمیر المؤمنین علیه السلام بما لا مزید

 

علیه ، وهو أیضا فی قسمین ، قسم یخص أسانید الحدیث وما یحوم حوله من بحوث ، وقسم یخص دلالة الحدیث على إمامة أمیر المؤمنین علیه السلام ، ووجوه الاستدلال به ، والاجابة على النقود الموردة وتزییفها ، ودحض کل الشبهات والشکوک والاوهام ، وقد طبعا بالهند فی لکهنو على الحجر ، فالقسم الاول طبع سنة 1317 ، فی 745 صفحة بالحجم الکبیر ، والقسم الثانی طبع هناک سنة 1327 ، فی 600 صفحة.

المجلد السادس

حول حدیث التشبیه ، وهو قوله صلى الله علیه وآله : « من أراد أن ینظر إلى آدم فی علمه ، وإلى نوح فی فهمه ، وإلى إبراهیم فی خلقه ، وإلى موسى فی مناجاته ، وإلى عیسى فی سنته ، وإلى محمد فی تمامه وکماله ، فلینظر إلى علی بن أبی طالب ».

ویسمى « حدیث الاشباه » وألفاظه مختلفة وطرقه کثیرة ، راجع الغدیر 3 : 355. وتناوله المؤلف رحمه الله بالبحث المستوفى والدراسة الشاملة إسنادا ومتنا ودلالة ، تطرق فیه إلى فوائد کثیرة ، ودفع الشبهات وأزال الشکوک شأن سائر مجلدات الکتاب.

وطبع على عهد المؤلف فی لکهنو سنة 1301 على الحجر فی قسمین ، فی 456 و 248 صفحة بالحجم الکبیر.

المجلد السابع

حدیث المناصبة ، وهو قوله صلى الله علیه وآله : « من ناصب علیا الخلافة فهو کافر » وهذا المجلد لم یتم تألیفه فلم یطبع.

المجلد الثامن

حدیث النور ، وهو قوله صلى الله علیه وآله : « کنت أنا وعلی نورا بین یدی الله عزوجل قبل أن یخلق الله آدم... ».

فذکر مصادر الحدیث وأسانیده والحفاظ المخرجین له المخبتین به وطرقهم ، ثم تناول وجوه دلالة الحدیث وما یلزمها من بحوث قیمة.

 

وقد طبع على عهد المؤلف فی عام 1303 فی لکهنو بالهند على الحجر ، ویقعفی 786 صفحة بالحجم الکبیر.

وهذه المجلدات الخمسة من الثالث إلى الثامن ـ ما عدا السابع ـ أعادت طبعها بالافست مدرسة الامام المهدی علیه السلام فی قم سنة 1406 هـ ، بمناسبة مرور قرن على وفاة المؤلف.

المجلد التاسع

فی حدیث الرایة ، وهو قوله صلى الله علیه وآله فی یوم خیبر : « لا عطین الرایة غدا رجلا یحب الله ورسوله ویحبه الله ورسوله ، لا یرجع حتى یفتح الله على یدیه ».

وهو حدیث متفق علیه ، مخرج فی الصحیحین وفی سائر الصحاح والسنن والمسانید والمعاجم ، وله طرق لا یحویها عد ، قد جاوزت حد التواتر.

المجلد العاشر

فی قوله صلى الله علیه وآله : « علی مع الحق والحق مع علی ».

المجلد الحادی عشر

فی قوله صلى الله علیه وآله : « إن منکم من یقاتل على تأویل القرآن کما قاتلت على تنزیله.... ولکن خاصف النعل » وکان قد أعطى علیا نعله یخصفها.

وهذه المجلدات الثلاث لم تبیض فی عهد المؤلف فلم تر النور.

محاولات تعریب الکتاب

حیث أن کتاب « تحفة اثنی عشریة » کان بالفارسیة فالردود علیه أیضا کانت فارسیة ومنها هذا الکتاب « عبقات الانوار فی إثبات إمامة الائمة الاطهار » الذی هو فی الرد على الباب السابع منه فإنه فارسی التألیف وإن کانت العربیة تطغى على الجانب الفارسی منه من نصوص الاحادیث والتواریخ والتراجم وأقوال العلماء وما إلى ذلک کلها ذکرها بالعربیة ومع کل هذا فقد قامت محاولات لتعریب الکتاب

 

بکامله وعرفنا منهم ثلاثة :

1 ـ السید محسن نواب بن السید أحمد اللکهنوی ، المولود سنة 1329 ، والمهاجر إلى النجف الاشرف لطلب العلم فقام هناک بهذه المهمة وأتم تعریب وتلخیص عدة مجلدات منه.

2 ـ السید علی بن السید نور الدین المیلانی حفظه الله ، تصدى لتعریب الکتاب مع حذف المکررات وأنهى العمل أو کاد ، وطبع من ذلک حتى الان تسعة أجزاء باسم « خلاصة عبقات الانوار » وسوف یصدر بقیة الکتاب تباعا فی عدة أجزاء اخرى إن شاء الله.

3 ـ السید هاشم الامین العاملی نجل المغفور له السید محسن الامین العاملی ـ مؤلف « أعیان الشیعة » ـ حفظه الله ، فقد بدأ بتعریب الکتاب بکامله من دون حذف أو تلخیص وقد أنجز تعریب المجلد الاول بقسمیه وهو تحت الطبع أیضا.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمین

پایان مقاله


چاپ   ایمیل