رأي علماء الإماميَّة بعدم الزيادة والنقيصة في القرآن

(وقت القراءة: 18 - 35 دقائق)

رأي الشيخ الصدوق طاب ثراه،قال العلاَّمة الجليل المجاهد الشيخ محمد جواد البلاغي ( طاب ثراه ) في مقدِّمة تفسيره ( آلاء الرحمان ) المطبوعة في أوائل تفسير القرآن الكريم للعلاَّمة الجليل المفسِّر ، السيد عبد الله شبَّر(1) في القاهرة تحت عنوان : قول الإمامية بعدم النقيصة في القرآن :
ولا يخفى أنَّ شيخ المحدِّثين والمعروف بالاعتناء بما يروي ، وهو الصدوق ( طاب ثراه ) (2) قال في كتاب ( الاعتقاد ) : اعتقادنا أنَّ القرآن الذي أنزله الله على نبيِّه محمد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) هو ما بين الدفَّتين ، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر مِن ذلك ، ومبلغ سوره عند الناس مئة وأربع عشرة سورة ، وعندنا : أنْ الضّحى ، وألم نشرح سورة واحدة ولإيلاف ، وألم تر كيف .. سورة واحدة ، ومَن نَسب إلينا أنَّا نقول : أكثر مِن ذلك فهو كاذب (3) .
وقال الشيخ المفيد (4) محمد بن محمد بن النعمان ( طاب ثراه ) : وأمَّا الوجه المجوِّز فهو أنْ يُزاد فيه الكلمة ، والكلمتان ، والحرف ، والحرفان وما أشبه ذلك ممَّا لا يبلغ حدَّ الإعجاز ، ويكون مُلتبساً عند أكثر الفصحاء بكلم القرآن ، غير أنَّه لا بدَّ ـ متى وقع ذلك ـ مِن أنْ يدلَّ الله عليه ، ويوضِّح لعباده عن الحق فيه .
ولست أقطع على كون ذلك ، بل أميل إلى عدمه وسلامة القرآن عنه (5) .

رأي الشريف المرتضى ( قدس سره ) :
قال الآشتياني :
وممّن صرَّح بعدم النقيصة علم الهدى (6) ( قدِّس سرّه ) ، قال في جملة كلام له في تقريب عدم حدوث التغيير في القرآن المنزل للإعجاز ما هذا لفظه :
المحكي : أنَّ القرآن كان على عهد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) مجموعاً مؤلَّفاً على ما هو عليه الآن ، فإنَّ القرآن كان يُحفظ ، ويدرَّس جميعه في ذلك الزمان حتّى عيَّن على جماعة مِن الصحابة في حفظهم له ، وأنَّه كان يُعرض على النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، ويُتلى عليه ، وإنَّ جماعة مِن الصحابة مثل :
عبد الله بن مسعود ، وأُبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) عدَّة ختمات وكلُّ ذلك يدلُّ بأدنى تأمُّل على أنَّه كان مجموعاً مرتَّباً غير منثور ، ولا مبثوث . إلى آخر ما ذكره (7).
وقال الشيخ الطوسي ( طاب ثراه ) (8) : اعلم أنَّ القرآن معجزة عظيمة على صدق النبي ( عليه السلام ) ، بل هو أكبر المعجزات وأشهرها . غير أنَّ الكلام في إعجازه ، واختلاف الناس فيه ، لا يليق بهذا الكتاب ؛ لأنَّه يتعلَّق بالكلام في الأصول . وقد ذكره علماء أهل التوحيد ، وأطنبوا فيه ، واستوفوه غاية الاستيفاء . وقد ذكرنا منه طرفاً صالحاً في شرح الجمل ، لا يليق بهذا الموضع ؛ لأنَّ استيفاءه يخرج به عن الغرض ، واختصاره لا يأتي على المطلوب ، فالإحالة عليه أولى .
والمقصود مِن هذا الكتاب علم معانيه ، وفنون أغراضه .
وأمَّا الكلام في زيادته ، ونقصانه فممَّا لا يليق به أيضاً ؛ لأنَّ الزيادة فيه مُجمع على بطلانها . والنقصان منه ، فالظاهر أيضاً مِن مذهب المسلمين خلافه ، وهو الأليق بالصحيح مِن مذهبنا ، وهو الذي نصره المرتضى رحمه الله (9) وهو الظاهر في الروايات ... ورواياتنا متناصرة بالحثِّ على قراءته ، والتمسُّك بما فيه ، وردّ ما يرد مِن اختلاف الأخبار في الفروع إليه . وقد روي عن النبي ( ص ) رواية لا يدفعها أحد أنَّه قال :
( إنِّي مخلِّف فيكم الثقلين ، ما إنْ تمسَّكتم بهما لن تضلُّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنَّهما لن يفترقا حتَّى يردا عليّ الحوض ) .
وهذا يدلُّ على موجود في كلِّ عصر ؛ لأنَّه لا يجوز أنْ يأمر بالتمسُّك بما لا نقدر على التمسُّك به ، كما أنَّ أهل البيت ( عليهم السلام ) ومَن يجب اتِّباع قوله حاصل في كلِّ وقت .
وإذا كان الموجود بيننا مُجمعاً على صحَّته ؛ فينبغي أنْ نتشاغل بتفسيره ، وبيان معانيه ، ونترك ما سواه (10) .
وقال الشيخ الطبرسي طاب ثراه (11) في مقدِّمة تفسيره : وقبل أنْ نشرع في تفسير السور والآيات ، فنحن نُصدِّر الكتاب بذكر مقدِّمات لا بدَّ مِن معرفتها لمَن أراد الخوض في علومه تجمعها فنون سبعة . وذكر في الفنِّ الخامس رأي السيد الشريف الرضي وقال :
واستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء في جواب : ( المسائل الطرابلسيّات ) وذكر في مواضع أنَّ العلم بصحّة نقل القرآن كالعلم بالبلدان ، والحوادث الكبار ، والوقائع العظام ، والكتب المشهورة ، وأشعار العرب المسطورة ، فإنَّ العناية اشتدَّت ، والدواعي توفَّرت على نقله ، وحراسته ، وبلغت إلى حدِّ لم يبلغه فيما ذكرناه ؛ لأنَّ القرآن معجزة النبوَّة ، ومأخذ العلوم الشرعية ، والأحكام الدينية ، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه ، وحمايته الغاية حتَّى عرفوا كلِّ شيء اختلف فيه مِن إعرابه ، وقراءته ، وحروفه ، وآياته ، فكيف يجوز أنْ يكون مُغيِّراً ، أو منقوصاً مع العناية الصادقة ، والضبط الشديد ... الخ (12) .

* * *

رأي الفيض الكاشاني (13)
قال العلاَّمة المولى محسن بن مرتضى المعروف بالفيض الكاشاني : قال عز وجل :
(... وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ *لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ ...) .
وقال : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
فكيف يتطرَّق إليه التحريف والتغيير ؟!!
وأيضاً قد استفاض عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) والأئمة ( عليهم السلام ) حديث عَرْض الخبر المروى على كتاب الله ؛ ليعلم صحَّته بموافقته له ، وفساده بمخالفته ، فإذا كان القرآن الذي بأيدينا محرَّفاً فما فائدة العرض ، مع أنَّ خبر التحريف مخالف لكتاب الله ، مكذِّب له ، فيجب ردُّه ، والحكم بفساده (14) .
وقال العلاَّمة الكبير الشيخ جعفر الجناجي النجفي (15) :

المبحث السابع في زيادته :
لا زيادة فيه مِن سورة ، ولا آية مِن بسملة وغيرها لا كلمة ، ولا حرف .
وجميع ما بين الدفَّتين ، ممَّا يُتلى كلام الله تعالى بالضّرورة مِن المذهب بلْ الدين ، وإجماع المسلمين ، وأخبار النبي ( صلّى الله عليه وآله ) والأئمة الطاهرين ( عليهم السلام ) وإنْ خالف بعض مَن لا يعتدُّ به في دخول بعض ما رسم في اسم القرآن .
المبحث الثامن في نقصه :
لا ريب في أنَّه محفوظ مِن النقصان بحفظ الملك الديَّان ، كما دلَّ عليه صريح القرآن ، وإجماع العلماء في جميع الأزمان ، ولا عبرة بالنادر (16) .

رأي العلاَّمة الآشتياني
وقال العلاَّمة الكبير الحاج محمد حسن الآشتياني ( قدِّس سرّه ) (17) :
والمشهور بين المجتهدين ، والأصوليَّين ، بل أكثر المحدِّثين عدم وقوع التغيير مطلقاً ، بلْ ادَّعى غير واحد الإجماع على ذلك (18).

رأي المجتهد الأكبر العاملي
وقال العلاَّمة الكبير السيد محسن الأمين (19) :
ونقول : لا يقول أحد مِن الإمامية ـ لا قديماً ولا حديثاً ـ إنَّ القرآن مزيد فيه ، قليل ، أو كثير فضلاً عن كلُّهم ، بل كلُّهم متَّفقون على عدم الزيادة ، ومَن يعتدُّ بقوله مِن محقِّقيهم متَّفقون على أنَّه لم ينقص منه (20) .

وقال السيد الشريف شرف الدين ( طاب ثراه ) (21) :
والقرآن الحكيم الذي لا يأتيه الباطل مِن بين يديه ، ولا مِن خلفه إنَّما هو ما بين الدفَّتين ، وهو ما في أيدي الناس لا يزيد حرفاً ، ولا ينقص حرفاً ، ولا تبديل فيه لكلمة بكلمة ، ولا لحرف بحرف ، وكلُّ حرف مِن حروفه متواتر في كلِّ جيل تواتراً قطعيَّاً إلى عهد الوحي والنبوَّة ، وكان مجموعاً على ذلك العهد الأقدس مؤلَّفاً على ما هو عليه الآن ، وكان جبرائيل ( عليه السلام ) يُعارض رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بالقرآن في كلِّ عام مرَّة ، وقد عارضه به عام وفاته مرَّتين .
والصحابة كانوا يعرضونه ، ويتلونه على النبي (ص) حتَّى ختموه عليه ( صلّى الله عليه وآله ) مراراً عديدة ، وهذا كلُّه مِن الأُمور المعلومة الضروريَّة لدى المحقِّقين مِن علماء الإمامية (22) .
ثمَّ قال الإمام شرف الدين العاملي : نُسب إلى الشيعة القول بتحريف القرآن بإسقاط كلمات وآيات الخ .
فأقول : نعوذ بالله مِن هذا القول ، ونبرأ إلى الله تعالى مِن هذا الجهل ، وكلُّ مَن نسب هذا الرأي إلينا جاهل بمذهبنا ، أو مُفترٍ علينا ، فإنَّ القرآن العظيم ، والذكر الحكيم متواتر مِن طُرقنا بجميع آياته وكلماته ، وسائر حروفه ، وحركاته ، وسكناته ، تواتراً قطعيَّاً عن أئمَّة الهدى مِن أهل البيت ( عليهم السلام ) ، لا يرتاب في ذلك إلاَّ معتوه ؛ وأئمَّة أهل البيت كلُّهم أجمعون رفعوه إلى جدِّهم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) عن الله تعالى ، وهذا أيضاً ممَّا لا ريب فيه ، وظواهر القرآن الحكيم ـ فضلاً عن نصوصه ـ أبلغ حُجج الله تعالى ، وأقوى أدلَّة أهل الحق بحكم الضرورة الأوَّلية مِن مذهب الإمامية ، وصحاحهم في ذلك متواترة مِن طريق العترة الطاهرة ، وبذلك تراهم يضربون بظواهر الصحاح المخالفة للقرآن عرض الجدار ، ولا يأبهون بها عملاً بأوامر أئمَّتهم ( عليهم السلام ) . ( أجوبة مسائل جار الله ص 33 ط صيدا ( عام 1373 هـ ) ) .

رأي آية الله السيد البروجردي ( قدس سره ) :
نقل العلاَّمة الشيخ لطف الله الصافي ، عن أستاذه آية الله السيد الحاج آقا حسين البروجردي (23) وقال : فإنَّه أفاد في بعض أبحاثه في الأصول ، كما كتبنا عنه في تقريرات بحثه بطلان القول بالتحريف ، وقداسة القرآن عن وقوع الزيادة فيه ، وأنَّ الضرورة قائمة على خلافه ، وضعف أخبار النقيصة غاية في الضعف سنداً ودلالة ، وقال : وإنَّ بعض هذا الروايات تشتمل على ما يخالف القطع والضرورة ، وما يخالف مصلحة النبوَّة .
وقال في آخر كلامه الشريف :
ثمَّ العجب كلُّ العجب مِن قوم يزعمون أنَّ الأخبار محفوظة في الألسن والكتب في مدَّة تزيد على ألف وثلاثمئة سنة ، وأنَّه لو حدث فيها نقص لظهر ، ومع ذلك يحتملون تطرُّق النقيصة إلى القرآن المجيد (24) .

رأي آية الله الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء ( ره )
وقال الإمام كاشف الغطاء طاب ثراه (25) :
وإنَّ الكتاب الموجود في أيدي المسلمين هو الكتاب الذي أنزله الله للإعجاز والتحدّي ، وتمييز الحلال مِن الحرام ، وأنَّه لا نقص فيه ، ولا تحريف ، ولا زيادة ، وعلى هذا إجماعهم (26) .

رأي الإمام الحكيم (27) بعدم التحريف :
( وبعد : فإنَّ رأي كبار المحقِّقين ، وعقيدة علماء الفريقين ، ونوع المسلمين مِن صدر الإسلام إلى اليوم على أنْ القرآن بترتيب الآيات والسور ، والجمع كما هو المتداول بالأيدي ، لم يقولوا الكبار : بتحريفه مِن قبل ، ولا مِن بعد . ( النجف الأشرف ـ 1383/23ذق ـ السيد محسن الطباطبائي الحكيم ) .

رأي آية الله الميلاني (28)
وقال آية الله السيد محمد هادي الميلاني ( طاب ثراه ) : الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى .
( في جواب السائل : هل وقع تحريف في القرآن ؟ ) .
أقول ـ بضرس قاطع ـ : إنَّ القرآن الكريم لم يقع فيه أيُّ تحريف ، لا بزيادة ولا بنقصان ، ولا بتغيير بعض الألفاظ ، وإنْ وردت بعض الروايات في التحريف المقصود منها تغيير المعنى بآراء وتوجيهات وتأويلات باطلة ، لا في تغيير الألفاظ والعبارات .
وإذا اطَّلع أحد على رواية وظنَّ بصدقها وقع في اشتباه وخطأ ، وإنَّ الظنَّ لا يُغني مِن الحقِّ شيئاً (29) . ( محمد هادي الميلاني ) .

رأي آية الله الكلبايكاني
وقال العلاَّمة الكبير الشيخ لطف الله الصافي ( دام ظله ) :
ولنعم ما أفاده العلاَّمة الفقيه ، والمرجع الديني السيد محمد رضا الكلبايكاني (30) ، بعد التصريح بأنَّ ما في الدفَّتين هو القرآن المجيد ، ذلك الكتاب لا ريب فيه ، والمجموع المرتَّب في عصر الرسالة ، بأمر الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) بلا تحريف ولا تغيير ، ولا زيادة ولا نقصان ، وإقامة البرهان عليه :
إنَّ احتمال التغيير ـ زيادة ونقيصة ـ في القرآن كاحتمال تغيير المُرسَل به ، واحتمال كون القبلة غير الكعبة في غاية السقوط لا يقبله العقل ، وهو مستقلُّ بامتناعه عادة (31) .

رأي الإمام الخوئي (32) ( مد ظله ) :
( .. إنَّ حديث تحريف القرآن حديث خرافة ، وخيال ، لا يقول به إلاَّ مِن ضعف عقله أو مِن لم يتأمَّل في أطرافه حقَّ التأميل ، أو مَن ألجأه إليه حبُّ القول به ، والحبُّ يُعمي ، ويصمُّ .
وأمَّا العاقل المُنصف ، المتدبِّر فلا يشكُّ في بطلانه وخرافته (33) .

رأي العلاَّمة الكبير السيد محمد حسين الطباطبائي
( إنَّ القرآن مصون عن التحريف )
قال العلاَّمة الكبير السيد محمد حسين الطباطبائي (34) :
أوضح دليل على أنَّ القرآن الذي بأيدينا اليوم هو القرآن الذي نزل على النّبي الكريم ، ولم يطرأ عليه أيُّ تحريف أو تغيير (35) ، وقال :
مِن ضروريات التاريخ أنَّ النبي العربي محمداً ( صلّى الله عليه وآله ) جاء قبل أربعة عشر قرناً ـ تقريباً ـ وادَّعى النبوة ، وانتهض للدعوة وآمن به أُمَّة مِن العرب وغيرهم ، وأنَّه جاء بكتاب يُسمِّيه القرآن ، وينسبه إلى ربِّه مُتضمِّن لجُمل المعارف ، وكليِّات الشريعة التي كان يدعو إليها ، وكان يتحدَّى به ويعدُّه آية لنبوَّته ، وأنَّ القرآن الموجود اليوم بأيدينا هو القرآن الذي جاء به ، وقرأه على الناس المعاصرين له في الجملة بمعنى أنَّه لم يَضِعْ مِن أصله ، بأنْ يُفقد كلُّه ثمَّ يوضع كتاب آخر يُشابهه في نظمه ، أو لا يُشابهه ، ويُنسب إليه ، ويشتهر بين الناس بأنَّه القرآن النازل على النبي ( صلّى الله عليه وآله ) .
فهذه أُمور لا يرتاب في شيء منها إلاَّ مصاب في فهمه ، ولا احتمل بعض ذلك أحد مِن الباحثين في مسألة التحريف مِن المخالفين ، والمؤالفين ثمَّ قال :
فقد تبيَّن ممَّا فصَّلناه ، أنَّ القرآن الذي أنزله الله على نبيِّه ( صلّى الله عليه وآله ) ووصفه بأنَّه ذكر محفوظ على ما أُنزل ، مصون بصيانة إلهية عن الزيادة والنقيصة والتغيير ، كما وعد الله نبيَّه فيه .
وخلاصة الحجَّة أنَّ القرآن أنزله الله على نبيِّه ، ووصفه في آيات كثيرة بأوصاف خاصَّة لو كان تغيير في شيء مِن هذه الأوصاف ـ بزيادة أو نقيصة أو تغيير في لفظ أو ترتيب مؤثِّر ـ فقَدَ آثار تلك الصفة قطعاً ، لكنَّا نجد القرآن الذي بأيدينا واجداً لآثار تلك الصفات المعدودة على أتِّم ما يُمكن ، وأحسن ما يكون ، فلم يقع فيه تحريف يسلبه شيئاً مِن صفاته ، فالذي بأيدينا منه هو القرآن المُنزل على النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) بعينه ، فلو فرض سقوط شيء منه أو إعراب ، أو حرف ، أو ترتيب وجب أنْ يكون في أمر لا يؤثِّر في شيء مِن أوصافه ، كالإعجاز وارتفاع الاختلاف ، والهداية ، والنورية ، والذكرية ، والهيمنة على سائر الكتب السماوية إلى غير ذلك ، وذلك كآية مكرَّرة ساقطة ، أو اختلاف في نقطة أو إعراب ونحوها (36) .

وقال العلاَّمه الشيخ عبد الرّحيم المدرِّس التبريزي :
نعم ، لا إشكال إذا قلنا بعدم التحريف مِن عروض التقديم والتأخير ، وعدم رعاية الترتيب في الآيات كتقديم الآية الناسخة على الآية المنسوخة في سورة البقرة في عدِّة الوفاة ، وغيرها . فإنَّ في قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ ...) وكذا في السور ، أوعروض تغيير في اللّفظ ، بحيث لا يتغيَّر به المعنى ، كإسقاط ضمير الموصول في قوله تعالى :
( وما عملت أيديهم ) في موضع وما عملته أيديهم ، كما صرَّح بذلك علماء النحو(37) .
وقال العلاَّمة الكبير السيد حسين مكِّي ( طاب ثراه )
( لا نقص ولا زيادة في القرآن )
نعتقد نحن الإمامية الاثنا عشرية أنَّ القرآن الذي بأيدينا اليوم ، الذي يقرأه العالم الإسلامي على ما هو عليه الآن ، هو القرآن الذي أنزله الله تعالى شأنه على نبيِّه ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ، ولا نقص فيه ولا زيادة ، وقد صان الله تعالى شأنه عن أنْ يعتريه نقص ، أو تبديل لقوله تعالى شأنه :
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) .
وقد أجمعت كلمة علمائنا ـ خصوصاً المحقِّقين منهم ـ على عدم النقص والزيادة فيه (38) .

رأي آية الله الشيخ الصافي
وقال العلاَّمة الكبير الشيخ لطف الله الصافي :
القرآن معجزة نبيِّنا محمد ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ، وهو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل مِن بين يديه ولا مِن خلفه ، قد عجز الفصحاء عن الإتيان بمثله ، وبمثل سورة ، وآية منه ، وحيَّر عقول البلغاء ، وفطاحل الأدباء ، وقد بيَّن الله تعالى فيه أرقى المباني ، وأسمى المبادئ ، وأنزله على نبيِّه دليلاً على رسالته ، ونوراً للناس ، وشفاء لما في الصدور ، وهُدى ، ورحمة للمؤمنين .

قال سيِّدنا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) :
( واعلموا أنَّ هذا القرآن (39) هو الناصح الذي لا يغشُّ ، والهادي الذي لا يُضلُّ ، والمحدِّث الذي لا يكذب . وما جالس هذا القرآن أحد إلاَّ قام عنه بزيادة ، أو نقصان ، زيادة في هدى ، ونقصان مِن عَمى ، واعلموا أنَّه ليس على أحد بعد القرآن مِن فاقة ، ولا لأحد قبل القرآن مِن غنى ، فاستشفوه مِن أدوائكم ، واستعينوا به على لأوائكم ... ) (40) .
ولا ينحصر إعجاز القرآن في كونه في الدرجة العُليا مِن الفصاحة والبلاغة ، وسلاسة التركيب والتأليف العجيب ، والأسلوب البكر فحسب .
بلْ هو معجزة أيضاً ؛ لأنَّه حوى أصول الدين والدنيا ، وسعادة النشأتين .
ومعجزة لأنَّه أنبأ بأخبار حوادث تحقَّقت بعده .
كما أنَّه معجزة مِن وجهة التاريخ ، وبما أنَّ فيه مِن أخبار القرون السالفة والأُمم البائدة ، التي لم يكن لها تاريخ في عصر الرسول (ص) ممَّا أثبتت الكشوف الأثريَّة صحَّتها .
ومعجزة لأنَّ فيه أصول علم الحياة ، والصحَّة ، والوراثة ، وما وراء الطبيعة ، والاقتصاد ، والهندسة ، والزراعة .
ومعجزة مِن وجهة الاحتجاج .
وإعجاز مِن وجهة الأخلاق ، و ... و ... و ...
وقد مرَّ عليه أربعة عشر قرناً ، ولم يقدر في طول هذه القرون أحد مِن البلغاء أنْ يأتي بمثله ، ولن يقدر على ذلك أحد في القرون الآتية ، والأعصار المستقبلة ، ويظهر كلُّ يوم صدق ما أخبر الله تعالى به : (فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ ...) .
هذا هو القرآن ، وهو روح الأُمَّة الإسلامية وحياتها ، ووجودها وقوامها ، ولولا القرآن لما كان لنا كيان .
هذا القرآن هو كلُّ ما بين الدفَّتين ليس فيه شيء مِن كلام البشر وكلُّ سورة مِن سوره ، وكلُّ آية مِن آياته متواتر مقطوع به ، ولا ريب فيه دلَّت عليه الضرورة ، والعقل والنقل القطعي المتواتر .
هذا هو القرآن عند الشيعة الإمامية ، ليس إلى القول فيه بالنقيصة فضلاً عن الزيادة سبيل ، ولا يرتاب في ذلك إلاَّ الجاهل ، أو المُبتلى بالشذوذ (41) .

رأي العلاَّمة الشيخ محمد جواد مغنية (42)
قال : ويستحيل أنْ تناله يد التحريف بالزيادة ، أو بالنقصان للآية : 9ـ الحجر : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) وللآية 42 مِن فصلِّت : (لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) .
ونُسب إلى الإمامية ـ افتراء وتنكيلاً ـ نقصان آيات مِن القرآن ، مع أنَّ علماءهم المتقدِّمين ، والمتأخِّرين الذين هم الحجَّة ، والعمدة قد صرَّحوا : بأنَّ القرآن هو ما في أيدي الناس لا غيره (43) .
____________
(1) هو السيد عبد الله بن السيد محمد رضا شبَّر ، ولد رحمه الله في النجف الأشرف عام (1188هـ) وتوفِّي في مدينة الكاظمية قرب بغداد في ليلة الخميس مِن شهر رجب ( عام 1242هـ ) ، ودفن في رواق الكاظمين ( عليهما السلام ) .
وقال السيد الخوانساري في ( روضات الجنات ) :
السيد عبد الله بن محمد رضا العلوي الحسيني الكاظمي الشهير بشبَّر ( على زنه سكَّر ) .
كان مِن أعيان فضلاء هذه الأواخر ومحدِّثيهم . فقيهاً ، متبحِّراً ، جامعاً ، متتبِّعاً متوطِّناً بأرض الكاظمين المطهرة على مشرِّفيها السلام . وله مؤلَّفات كثيرة في التفسير، والحديث والفقه ، والأصول ، وغير ذلك .
(2) الشيخ الصدوق : مِن كبار علماء الإمامية في القرآن الثالث الهجري . ولِد في مدينة قم المقدسة ( عام 306هـ ) ( وهي أولى سنيِّ سفارة الحسين بن روح ، وهو السفير الثالث مِن السفراء الأربعة الذين هم نوَّاب الإمام المهدي المنتظر ( عليه السلام ) ، الإمام الثاني عشر ( عليه السلام ) في الغيبة الصغرى ) .
وتوفِّي في بلدة ري ـ طهران ـ ( عام 381 ) مِن الهجرة .
مؤلَّفاته كثيرة تعرَّض لذكرها بعض أرباب المعاجم . انظر :
رجال النجاشي ، فهرست الشيخ الطوسي ، خلاصة الأقوال للعلاَّمة الحلّي ، معالم العلماء لابن شهرآشوب ، مستدرك الوسائل للعلاَّمة النوري ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة للعلاَّمة الكبير الشيخ آقا بزرك الطهراني وغيرها .
(3) كتاب ( الاعتقاد ) ص 63 طبع طهران ( عام 1370 هـ ) نشرته مكتبة العلاَّمة الشيخ ميرزا حسن المصطفوي ، ( بحر الفوائد في شرح العقائد ) للعلاَّمة الحجَّة الشيخ محمد حسن الآشتياني ص 98 طبع طهران ( عام 1314 هـ ) ، مقدِّمة تفسير ( الآء الرحمان ) المطبوعة في أوائل تفسير شبَّر بمصر ( عام 1385 ) هجرية . الوافي : 3/273 طبع على الحجر بطهران ( عام 1324 هـ ) .
(4) محمد بن محمد بن النعمان المفيد ، يكنَّى أبا عبد الله المعروف بابن المعلّم ، مِن جملة متكلِّمي الإمامية ، انتهت إليه رياسة الإمامية في وقته ، وكان مقدَّماً في العلم ، وصناعة الكلام وكان فقيهاً متقدِّماً فيه . حسن الخاطر، دقيق الفطنة ، حاظر الجواب ، وله قريب مِن مئتي مصنَّف كبار ، وصغار ، وفهرست كتبه معروف .
ولِد سنة ثمان وثلاثين وثلاثمئة ( 338هـ ) وتوفِّي لليلتين خلتا مِن شهر رمضان سنة ثلاث عشر وأربعمئة ( 413هـ ) . وكان يوم وفاته يوماً لم يُرَ أعظم منه مِن كثرة الناس للصلاة عليه ، وكثرة البكاء مِن المخالف والموافق . ومِن كتبه :
كتاب المقنعة في الفقه ، وكتاب الأركان في الفقه ، ورسالة في الفقه إلى ولده لم يتمَّها ، وكتاب الإرشاد ، وكتاب الإيضاح في الإمامة ...الخ
( انظر : فهرست الشيخ الطوسي ص 157 ـ 158 طبع النجف الأشرف ـ العراق ، رجال النجاشي ص 283 طبع الهند ، نقد الرجال للنقرشي ص 331 طبع إيران ذكر مولده في 11 مِن ذي القعدة عام 336 هجري ، الكنى والألقاب للقمِّي 3/197 ، أعيان الشيعة للسيد الأمين 10/133 طبعة بيروت ( عام 1403هـ ) بتحقيق الأُستاذ الكبير السيد حسن الأمين نجل المؤلِّف ، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي 3/199 معجم المؤلِّفين لعمر رضا كحالة طبع بيروت 11/306 ) .
(5) أوائل المقالات في المذاهب المختارات ص 95 طبع إيران .
(6) هو عليّ بن الحسين الموسوي المتقدِّم ذكره ، وسبب تسميته بـ : ( علم الهدى ) أنَّه مرض الوزير أبو سعيد محمد بن الحسين بن عبد الصمد في سنة عشرين وأربعمئة ، فرأى في منامه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) يقول :
: ( قل لعلم الهدى يقرأ عليك حتى تبرأ ) .
فقال : يا أمير المؤمنين ، ومَن علم الهدى ؟!
قال ( عليه السلام ) : ( عليّ بن الحسين الموسوي ) .
فكتب الوزير إليه بذلك ، فقال المرتضى ( رضي الله عنه ) :
الله الله !! في أمري ، فإنَّ قبولي لهذا اللقب شناعة عليَّ !!
فقال الوزير : ما كتبت إليك إلاَّ بما لقَّبك به جدُّك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فعلم القادر الخليفة بذلك ، فكتب إلى المرتضى تقبل يا عليّ بن الحسين ما لقَّبك به جدُّك ؟ فقبل وأسمع الناس . انظر : ( الكنى والألقاب للقمّي : 2/412 ) .
(7) بحر الفوائد في شرح الفرائد : ص 99 طبع طهران ( عام 1314 هـ ) .
(8) هو الشيخ محمد بن الحسن الطوسي شيخ الطائفة ، ولِد في طوس ( مِن مُدن خراسان ) في شهر رمضان ( سنة 358هـ ) ، وهاجر إلى العراق ، فهبط بغداد في ( سنة 408هـ ) وهو ابن ( 23) عاماً ، وكانت زعامة المذهب الجعفري فيها يومذاك لشيخ الأمَّة ، وعلم الشيعة محمد بن محمد بن النعمان ، الشهير بالشيخ المفيد ، فلازمه وعكف على الاستفادة منه ، حتى اختار الله للأستاذ دار لقائه في ( سنة 413هـ ) فانتقلت زعامة الدين ، ورياسة المذهب إلى السيد المرتضى ( طاب رمسه ) فانحاز شيخ الطائفة وحتى توفِّي لخمس بقين مِن ربيع الأول ( سنة 436هجرية ) فاستقلَّ شيخ الطائفة بالإمامة ، وأصبح علماً للشيعة ، ومناراً للشريعة .
وفي حوادث سنة ( 449هـ ) كُبست دار شيخ الطائفة بالكرخ ، وهاجر إلى النجف الأشرف لائذاً بجوار مولانا : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وصيَّرها مركزاً للعلم ، وجامعة كبرى للشيعة الإمامية ، ولم يبرح شيخ الطائفة في النجف الأشرف مشغولاً بالتدريس ، والتأليف مدَّة اثنتي عشرة سنة حتَّى توفِّي ليلة الاثنين (22) مِن المحرم ( سنة 460هـ ) عن ( 75) سنة ودفِن في داره ، وتحوَّلت الدار بعده مسجداً حسب وصيَّته تغمّده الله برحمته الواسعة ، انتهى تلخيصاً مِن ترجمته بقلم المؤرِّخ الشيخ آقا بزرك الطهراني وانظر : ( الكنى والألقاب للقمي 2/359)
وقال محمد بن علي الحموي في كتابه : ( التاريخ المنصوري ) تلخيص الكشف والبيان في حوادث الزمان طبع دار النشر للآداب الشرقية موسكو( 1963م ) :
( سنة ستِّين وأربعمئة مات أبو جعفر الطوسي فقيه الشيعة ) .
(9) هو عليّ بن الحسين الموسوي ، ولِد في ( سنة 355هـ ) وتوفِّي لخمس بقين مِن شهر ربيع الأول ( 436هـ ) ، خلَّف بعد وفاته ثمانين ألف مجلَّد مِن مقروءاته ، ومصنَّفاته ، ومحفوظاته . ومِن الأموال ، والأملاك ما يتجاوز عن الوصف ، وصنَّف كتاباً يُقال له : الثمانين ، وخلف مِن كلِّ شيء ثمانين ، وعمَّر إحدى وثمانين سنة . وبلغ في العلم وغيره مرتبة عظيمة .
قلّد نقابة الشرفاء شرقاً وغرباً ، وإمارة الحاج والحرمين ، والنظر في المظالم ، وقضاء القضاء وبلغ على ذلك ثلاثين سنة . ( الكنى والألقاب للقمي : 2/483 طبعة صيدا ـ لبنان ) .
وقال ابن العماد الحنبلي : كان إماماً في التشيّع ، والكلام ، والشعر ، والبلاغة كثير التصانيف متبحِّراً في فنون العلم . أخذ عن الشيخ المفيد .
ونقل ابن العماد عن ابن خلكان قال : كان إماماً في علم الكلام ، والشعر ، والأدب ، وله تصانيف على مذهب الشيعة ، ومقالة في أصول الدين ، وله : ديوان شعر إذا وصف الطيف أجاد فيه .
( شذرات الذهب : 3/256 طبع القاهرة ) .
(10) تفسير التبيان : 1/3 المطبعة العلمية النجف الأشرف ـ العراق ( عام 1376هـ ) .
(11) هو: الفضل بن الحسن بن الفضل ، أمين الدين أبو علي الطبرسي ، ثقة فاضل ديِّن عين مِن أجلاَّء هذه الطائفة ، له تصانيف حسنة منها كتاب مجمع البيان في تفسير القرآن عشر مجلَّدات ، والوسيط في التفسير أربع مجلَّدات ، والوجيزة مجلَّدة .
انتقل رحمه الله مِن المشهد المقدس الرّضوي ـ على ساكنه مِن الصلاة أفضلها ومِن التحيَّات أكملها ـ إلى سبزوار في شهور ثلاث وعشرين وخمسمئة ، وانتقل بها إلى دار الخلود ليلة النحر سنة ثمان وأربعين وخمسمئة رضي الله عنه .
( نقد الرجل ص 366 ط طهران للسيد مصطفى التفريشي ، وانظر ترجمته في أمل الآمل : 2/216 ط بيروت عام 1403 هـ ، وفي لؤلؤة البحرين ص 346 ط النجف الأشرف وفي : رياض العلماء 4/340 ط قم ـ إيران للميرزا عبد الله أفندي الأصبهاني وفي روضات الجنات : 5/375 ط قم ـ إيران للسيد الخوانساري ، وفي جامع الرواة 2/4 ط بيروت ، وذكر السيد حسن الصدر في تأسيس الشيعة ص 419 ط بغداد وفاته سنة أربعين وخمسمئة ، والمحدِّث النوري في مستدرك الوسائل : 3/486 ط طهران ، وفي إيضاح المكنون 2/433 ط بيروت ، للبغدادي ، والشيخ عباس القمي في الفوائد الرضوية ص 350 ط طهران وفي الكنى والألقاب 2/440 ط النجف الأشرف ـ العراق ، والسيد محسن الأمين في : أعيان الشيعة : 8/398 ط بيروت عام 1403 بتحقيق ولده الأستاذ السيد حسن الأمين ) .
(12) مجموع البيان 1/15 مطبعة العرفان صيدا ـ لبنان ، وقد تقدَّم ذكر هذا التفسير في كشف الظنون : 2/1602 للحاج خليفة .
(13) قال الشيخ عباس القمي رحمه الله * محمد بن مرتضى المدعو بمحسن الكاشاني كان المحدِّث الكاشاني مِن أرباب العلم والفهم والمعرفة والمكاشفة ومِن العرفاء الشامخين والعلماء المحدِّثين .
يروي عن جماعة مِن المشايخ وأسانيد الدين ، كالشيخ البهائي والمولى محمد طاهر القمي والمولى خليل القزويني والشيخ محمد ابن صاحب المعالم ، والمولى محمد صالح المازندراني والسيد ماجد البحراني والشيخ سليمان الماحوزي والمولى محمد بن إبراهيم الشيرازي إلى غير ذلك .
(*) فوائد الرضوية في أحوال علماء الجعفرية ص 640ـ 641 .
وقال الشيخ عباس القمي طاب ثراه : **
الفيض لقب العالم الفاضل ، الكامل العارف ، المحدِّث المحقِّق ، المدقِّق ، الحكيم المتألِّه ، محمد بن مرتضى المدعو بالمولى محسن الكاشاني ، صاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة كالوافي ، والصافي ، والشافي ، والمفاتيح والنخبة والحقايق ، وعلم اليقين ، وعين اليقين ، وخلاصة الأذكار، وبشارة الشيعة ، ومحجَّة البيضاء في إحياء ، إلى غير ذلك ممَّا يقرب مِن مئة تصنيف .
توفِّي سنة ( 1091هجرية ) في بلدة كاشان ودفن بها . ( الكنى والألقاب : 3/39ـ40 ) .
وانظر ترجمته في : معجم المؤلِّفين 12/12 ومؤلَّفاته : في إيضاح المكنون في الذيل على كشف الفنون .
(14) تفسير الصافي : 1/33 ، 34 طبع المكتبة الإسلامية بطهران ( عام 1384هـ ) .
(15) هو الشيخ الأكبر الشيخ جعفر بن الشيخ خضر الجناجي النجفي ، المتوفَّى في شهر رجب ( سنة 1328هـ ) وقبره في النجف مزار مشهور .
قال العلاَّمة النّوري في ( مستدرك الوسائل ) هو : آية مِن آيات الله العجيبة التي تقصر عن دركها العقول ، وعن وصفها الألسن ، فإنْ نظرت إلى علمه فكتابه : ( كشف الغطاء ) الذي ألَّفه في سفره يُنبئك عن أمر عظيم ، ومقام عليٍّ في مراتب العلوم الدينية أصولاً ، وفروعاً . وله كتاب كبير في الطهارة والصلاة سمَّاه : ( بغية الطالب ) ، ورسالة في مناسك الحجِّ ، والعقائد الجعفرية ، والحق المُبين في الردِّ على الأخباريين . وله شرح على أبواب المكاسب مِن قواعد العلاَّمة إلى غير ذلك . انظر : ( الكنى والألقاب للقمي : 3/101، 103) .
(16) كشف الغطاء عن خفيَّات مبهمات شريعة الغرّاء ، كتاب القرآن المبحث 7/8 ص 298 طبع إيران .
(17) هو الحاج محمد حسن الأشتياني ، كان مِن تلامذة الحاج ميرزا حبيب الله الجيلاني الرشتي ، وكان فاضلاً مدقِّقاً ، وعالماً محقِّقاً في الأصول ، وله مصنَّفات كثيرة كـ : بحر الفوائد في شرح الفرائد ، وجملة أُخرى مِن الرسائل في الفقه ، والمسائل .
كان في بداية أمره في كمال الفقر والفاقة . فجاء إلى طهران بالتماس بعض الأعيان فوسَّع الله عليه ، وصار ذا ثروة عظيمة ، ونال الرئاسة العامة ، ومات بها رحمة الله عليه ، في ( سنة 1319هـ ) .
انظر : ( لباب الألقاب للمولى حبيب الله الشريف الكاشاني طبع بطهران ( عام 1378هـ) نشرته مكتبة العلاَّمة الحاج ميرزا حسن مصطفوي ) .
(18) بحر الفوائد في شرح الفرائد ص 99 طبع طهران ( عام 1314هـ) .
(19) ولِد السيد الأمين في مدينة شقرا مِن بلاد جبل عامل ( سنة 1284 هـ ) ، ووالده السيد عبد الكريم بن السيد علي كان تقيَّاً نقيَّاً صالحاً ، صوَّاماً قوَّاماً طيِّب السريرة بكاء مِن خشية الله تعلم القرآن الكريم وسنَّه لم يتجاوز السبع سنين بين ( سنة 1291و 1292هـ ) .
وقرأ ( قطر الندى ) لابن هشام في النحو، وشرح سعد الدين التفتازاني في الصرف بين ( سنة 1295هـ ) و ( 1296هـ ) على ابن عمَّه السيد محمد حسن في جبل عامل ، وقرأ شرح ألفيَّة بن الناظم وشيئاً مِن المغني على السيد جواد مرتضى ، وقرأ على السيد نجيب الدين فضل الله العاملي في بنت جبيل المطوَّل ، وحاشية ملاَّ عبد الله ، وشرح الشمسية كلاهما في المنطق والمعالم إلى الاستصحاب ، وفي حوالي ( سنة 1310هـ ) عاد إلى النجف برفقة ابن عمِّه السيد محمود ، وقرأ شرح اللمعة على ابن عمِّه السيد محمود ، وعلى السيد أحمد الكربلائي والشيخ محمد باقر النجم آبادي قرأ عليهما القوانين وشرح اللمعة والرسائل ، وقرأ على شيخ الشريعة أكثر الرسائل في السطوح ، وقرأ على الشيخ ملاَّ كاظم الخراساني صاحب الكفاية في الأصول وحاشية الرسائل وشرح التبصرة ، وقرأ على الشيخ آقا رضا الهمداني والشيخ محمد طه نجف : الفقه خارجاً .
مؤلَّفاته : أعيان الشيعة عشرة مجلَّدات كبار ، نقض الوشيعة ، تاريخ جبل عامل ، لواعج الأشجان كشف الارتياب ، وله مؤلَّفات في شتَّى العلوم في الحديث والمنطق ، وأصول الفقه ، والفقه ، والنحو ، والصرف ، والبيان وفي الردود والنقود.
وفاته : انتقل إلى جوار ربِّه في بيروت في 4 رجب ( عام 1371هـ ) ، ونقل إلى مقرِّه الأخير في دمشق ، ودفِن في حجرة مِن حجرات مقام السيدة زينب . انظر : أعيان الشيعة 10/333ـ 424 طبعة بيروت ( عام 1403هـ) .
(20) أعيان الشيعة : 1/43 الطبعة الخامسة وفي بدايتها مقدِّمة بقلم الشيخ محمد جواد العاملي .
(21) ولِد الإمام شرف الدين في مدينة الكاظمية ـ العراق ( عام 1290هـ ) ، ودرس على عدد مِن الأساتذة الفحول مِن أقطاب العلم ، وقادة الإسلام ، أمثال : آية الله الشيخ محمد كاظم الشيرازي ، والشيخ محمد طه نجف ، والشيخ آقا رضا همداني ، والشيخ محمد جواد شريعت مدار ، وشيخ الشريعة الأصفهاني ، والشيخ عبد الله المازندراني ، والشيخ حسين النوري . ورُفِعت روحه الطاهرة إلى الرفيق الأعلى في ( 8 جمادي الآخرة سنة 1377هـ ) .
مؤلَّفاته : المراجعات ، الفصول المهمَّة ، النص والاجتهاد ، أبو هريرة ، الكلمة الغرَّاء ، عقيلة الوحي ، مسائل فقهية ، أجوبة مسائل جار الله ، إلى المجمع العلمي العربي بدمشق ، كلمة حول الرؤية ، فلسفة الميثاق والولاية ، وغيرها . وقد تكرَّرت طبعات هذه الكتب في مصر ولبنان والعراق ، وإيران . وترجم بعضها إلى لغة أردو والفارسية . أنظر : حياة الإمام شرف الدين في سطور للشيخ أحمد القبيسي ط بيروت ( 1400هجـ ) .
(22) الفصول المهمَّة في تأليف الأمَّة ص 163 الطبعة الثالثة ( عام 1375 ) هـ نشرتها مكتبة النجاح في النجف الأشرف ـ العراق .
(23) هو السيد آغا حسين بن السيد علي بن السيد أحمد بن السيد علي نقي بن السيد جواد بن السيد مرتضى (*) ابن محمد بن عبد الكريم الطباطبائي البروجردي ، أكبر زعيم ديني للإمامية اليوم ؛ ومِن أشهر مشاهير علماء الشيعة المعاصرين .
ولِد المُترجَم له في شهر صفر ( 1292هـ ) ـ كما حدَّثني به ـ ونشأ على أبيه فتلقَّى عنه بعض المبادئ وبعض العلوم ، وقرأ قسماً مِن المقدمات على غيره أيضاً ، وفي ( 1310هـ ) هاجر إلى إصفهان لتكميل دروسه ؛ إذ كان يومذاك مِن حملة العلم وأبطاله عدد لا يُستهان به ـ فحضر على الميرزا أبي المعالى الكلباسي ، والسيد محمد باقر الدرجهي ، والسيد محمد تقي المدرسي ، والموالى محمد الكاشاني ، والشيخ جهانكيرخان القشقائي وغيرهم .
وقضى في إصفهان قرب عشر سنين حتَّى أتقن السطوح ، وتقدَّم على أقرانه ، وزملائه واشتغل بتدريس (قوانين الأصول ) برهة استفاد منه خلالها بعض الطلاب ، ثمَّ هاجر إلى النجف الأشرف قرب ( 1320هـ ) فتعارفنا منه ذلك الحين ، واشترك السيد معنا بالحضور على الشيخ محمد كاظم الخراساني ، وشيخ الشريعة الإصفهاني وغيرهما مِن مدرِّسي الفقه والأصول ... الخ ، وتوفِّي صبيحة الخميس ( الثالث عشر مِن شوال سنة 1380هـ) انظر : ( نقباء البشر: 2/605 الترجمة برقم /1038 ) .
(24) مع الخطيب في خطوطه العريضة : ص 49 الطبعة الثالثة .
(*) السيد مرتضى والد السيد مهدي بحر العلوم .
(25) ولِد المغفور له آية الله الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء في مدينة النجف الأشرف ( عام 1295 هـ ) ، وبعد أنْ أكمل دراسة المقدِّمات المتعارفة في الوسط العلمي بالنجف ، أقبل على حضور حلقات علماء عصره ، فكان يتلقَّى معارفه الأصولية على الشيخ محمد كاظم الخراساني ، وحضره في الفقه على الملاَّ رضا الهمداني ، والسيد كاظم اليزدي ، وفي الأخبار والحديث على الميرزا حسين النوري ، وفي الحكمة والكلام على الشيخ أحمد الشيرازي ، والميرزا محمد باقر الإصطهباناتي ، والشيخ محمد رضا النجف آبادي .
مؤلَّفاته : وجيزة المسائل ( متن فقه ) فارسي جواشي ( عين الحياة ) في الفقه طبع في ( بمبي ) ، ( المراجعات الريحانية ) في جزأين ( نقد ملوك العرب ) للريحاني حاشية على ( العروة الوثقى ) في الفقه للسيد كاظم اليزدي ، حاشية ( التبصرة ) للعلاَّمة الحلّي ، ( الآيات البيِّنات ) ويتناول الردَّ على الأُمويَّة ، والبهائية ، والوهابية ، والطبيعيَّة ، ( الأرض والتربة الحسينيّة ) ( الفردوس الأعلى ) مجموعة مسائل في علل بعض الأحكام الشرعية وبيان فوائدها ومطابقتها للنَّظم الحديثة . ( مختصر الأغاني ) ، ( الدين والإسلام ) جزءان ( نُبذة مِن السياسة الحسينية ) ( الميثاق العربي الوطني ) ( التوضيح في الإنجيل والمسيح ) جزءان ، ( محاورة بينه وبين السفيرين البريطاني والأمريكي ) ( المُثل العليا في الإسلام لا في بحمدون ) ( أصل الشيعة وأصولها ) . والمخطوطة كثيرة .
وفاته : توفِّي في مدينة ( كرند ) بإيران يوم الاثنين ( 18 ذي القعدة عام 1373هـ ) راجع : ( أصل الشيعة وأصولها ص 7 طبعة القاهرة تحت عنوان : ملامح مِن حياة المؤلِّف ) .
(26) أصل الشيعة وأصولها ص 133 طبعة مصر تحت عنوان : النبوَّة .
(27) ولِد المغفور له آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم ( طاب ثراه ) في ( غرَّة شوال سنة 1306هـ ) في النجف الأشرف ، وهو ثاني ثلاثة أخوة أكبرهم السيد محمود الحكيم ، وأصغرهم السيد هاشم الحكيم ، وتوفِّي في بغداد ونقل جثمانه إلى النجف الأشرف ( سنة 1390هـ ) .
بعد وفاة والده وهو ابن سبع سنين شرع في قراءة القرآن الكريم ، على النهج المتعارف في ذلك الزمان .
ثمَّ ابتدأ دراسة علم النحو وهو في التاسعة مِن عمره ، وقد تولَّى تربيته العلمية أخوه الأكبر السيد محمود الحكيم ، فدرس عليه المقدَّمات إلى ( القوانين ) ، ودرس بقيَّة الكتب على جملة مِن الفضلاء ، منهم الشيخ صادق بن الحاج مسعود البهبهاني ، والشيخ صادق الجواهري ثمَّ حضر درس الملاَّ كاظم الخراساني ، والآقا ضياء العراقي ، والشيخ علي باقر الجواهري ، والميرزا محمد حسين النائيني ، والسيد محمد سعيد الحبوبي .
وفي ( سنة 1332هـ ) عندما قاد السيد الحبوبي جمهور المسلمين في العراق في جبهة الناصرية ضدَّ الاحتلال الإنكليزي استصفى الحبوبي السيد الحكيم لنفسه ، وصحبه معه وأولاه ثقته .
وفي سنة ( 1333هـ ) توجَّه للتدريس .
وفي سنة ( 1350هـ ) سافر إلى جبل عامل للمرَّة الأُولى ، فمكث مِن أواخر ذي الحجَّة حتَّى شوال سنة ( 1351هـ ) ، ثمَّ سافر إليه مرَّة ثانية سنة ( 1353هـ ) .
وبعد وفاة السيد أبو حسن الأصفهاني اتَّجهت أليه الأنظار ، وكان السيد البروجردي قد حلَّ في قم ، فتقسَّمت المرجعية بين السيد الحكيم في النجف ، والسيد البروجردي في قم ، حتَّى وفاة السيد البروجردي فاستقلَّ بالمرجعيّة بعده .
له مِن المؤلَّفات :
1ـ المستمسك على العروة الوثقى .
2ـ نهج الفقاهة ، وهو تعليق على المكاسب للشيخ الأنصاري .
3ـ حقائق الأصول . تعليقة على الكفاية طبع مع الكفاية في مجلَّدين .
4ـ دليل الناسك : وهو تعليقة على مناسك الشيخ الأنصاري المُتضمِّن لأحكام الحج .
5ـ تعليقة على ملحقات العروة الوثقى .
6ـ تعليقات على مهمَّات التبصرة .
7ـ منهاج الصالحين ـ رسالة عملية في جزأين .
8ـ منهاج الناسكين ـ أعمال الحجِّ . ( أعيان الشيعة 9/56 ، 57 طبعة بيروت ( عام 1403 هـ ) ) .
(28) السيد محمد هادي الميلاني بن السيد جعفر الميلاني بن السيد حسين مِن شرفاء المدينة المنوَّرة نزح إلى ميلان ، واستوطن بها إلى أنْ توفَّاه الله تعالى ودُفِن هناك ، وقبره يزار ، ومعروف في تلك المنطقة .
ولادته : ( عام 1313هـ ) .
ومِن أساتذته : شيخ الشريعة الإصبهاني ، والشيخ آقا ضياء العراقي ، والميرزا حسين النائني .
مؤلفاته :
محاضرات في فقه الإمامية خرج منه أربعة أجزاء : في الزكاة والخمس .
حاشية المكاسب أربعة أجزاء .
قواعد فقهية وأصولية ، كتاب استدلالي في الزراعة ، تفسير سورة الجمعة وغيرها .
وفاته :
كانت وفاته ( قدِّس سرُّه ) في ( 30 رجب 1395هـ ) بمشهد الإمام الرضا ( عليه السلام ) بخراسان .
نقلنا هذه الترجمة باختصار مِن ترجمته مِن كتاب ( المحاضرات قسم الزكاة ) .
ـ المؤلِّف ـ
(29) ( مئة وعشرة أسئلة ) : ص 5 .
(30) هو : السيد محمد رضا بن السيد محمد باقر الكلبايكاني مِن مراجع التقليد ، وأحد زعماء وأعمدة الحوزة العلمية في مدينة ( قم ) المقدَّسة .
ولِد في ( سنة 1316 هـ ) ونشأ فتعلَّم المبادئ ، وقرأ المقدَّمات على بعض الفضلاء ، وحضر في ( قم ) على الحجَّة الشيخ عبد الكريم اليزدي الحائري مدَّة كتب فيها تقريراته ، وهو عمدة أساتيذه وهو اليوم مِن العلماء الفضلاء في ( قم ) ومِن المدرِّسين المشاهير بها ، وله أثار علمية منها :
حاشية ( درر الفؤائد ) لأستاذه المذكور ، فرغ منها في ( سنة 1356هـ ) إلى غير ذلك . ( نقباء البشر في القرآن الرابع عشر : 2/742 ) .
أقول : وله تعليق على كتاب وسيلة النجاة لآية الله الإصبهاني ، صدر في ثلاثة مجلدات ورسائل أُخرى عملية مطبوعة عدَّة مرَّات ومناسك الحج وغيره .
(31) مع الخطيب في خطوطه العريضة الطبعة الثالثة .
(32) هو: السيد أبو قاسم بن السيد علي أكبر بن المير هاشم الموسوي الخوئي النجفي ، أحد مراجع العصر [ بلْ المرجع الوحيد اليوم في العالم الإسلامي ، والمقيم حاليَّاً في النجف الأشرف ] .
ولِد في مدينة ( خوي ) مِن أعمال آذربايجان في النصف مِن رجب ( 1317هـ) ، فنشأ على والده العلاَّمة السيد علي أكبر نشأة طيبة ، وفي حدود ( 1330 هـ ) هاجر به رحمه الله إلى النجف الأشرف ، فوجَّهه إلى الدراسة وكان يومذاك يمتاز باستعداد ، وذكاء فقطع مراحل الدراسة الأوَّلية ، وأكمل مقدَّماته ، وحضر على أساتذة العصر كالعلاَّمة الشهير الميرزا حسين النائيني ، والعالمين الجليلين : الشيخ محمد حسين الكتَّاني ، والشيخ : آقا ضياء الدين العراقي ، وكتب تقريراتهم في الفقه ، والأصول وطبع أكثرها مثل ( أجود التقريرات ) في الأصول و ( تقريرات الفقه ) أيضاً و ( الفقه الاستدلالي ) وحاشية على ( العروة ) ، وله يد في التفسير والتصانيف أيضاً ، منها : ( نفحات الإعجاز ) ورسالة في اللباس المشكوك ، و( رسالة في الغروب ) ، و( رسالة في قاعدة التجاوز) ، و( رسالة في إرث الزوج والزوجة قبل الدخول ) ، وغيرها (*) وهو اليوم مِن مشاهير المدرِّسين في النجف الأشرف ، وحلقته تعدُّ بالعشرات مدَّ الله في عمره ونفع به . ( طبقات أعلام الشيعة : نقباء البشر 1/71 ، 72 ) ( **) .
(*) [ وله مُعجم رجال الحديث صدر منه 23 مجلداً ، ومنهاج الصالحين وتكملة المنهاج في 4 مجلَّدات ] (**) .
(**) مابين المعقوفين مِن مؤلِّف هذا الكتاب .
(33) البيان في تفسير القرآن ص 259طبع بيروت .
(34) ولِد المغفور له : السيد محمد حسين الطباطبائي في آخر ذي الحجَّة ( عام 1321 هـ ) .
نشأ على أفاضل أُسرته ، وسُراة قومه فتلقَّى الأوَّليات ، ودرس مقدِّمات العلوم ، ثمَّ هاجر إلى النجف الأشرف فحضر في الفقه والأصول والفسلفة على أعلام الدين وكبار المدرِّسين ، وحاز مِن ذلك على قسط وافر ، ثمَّ هبط ( قم ) واشتغل فيها بالتدريس والإفادة ، ومضت برهة فإذا به وقد سطع نجمه ، وحلَّ المكانة اللائقة به مِن بين تلك الجموع ، وحفَّ به جمع مِن الطلاَّب يدرس الفقه والأصول والفلسفة ، وله آثار منها ( الأعداد الأولية ) فيه استخراج الأعداد مِن الواحد إلى العشرة آلاف ، وله : ( أصول فلسفة وروش رياليسم ) فارسي ، في ردِّ المادِّيين ، وهو كتاب نافع ، وأكبر آثاره : الميزان في تفسير القرآن موسوعة كبيرة في تفسير القرآن في عشرين جزءاً بأسلوب رصين ، وطريقة فلسفية ، وليس تفسيراً صرفاً ، بلْ تتخلّله بحوث في الفلسفة والتاريخ ، والاجتماع وغير ذلك .
توفِّي في مدينة ( قم ) المقدَّسة ( عام 1402هـ ) ، ودفِن في أحد أروقة حرم السيدة المعصومة . راجع : ( نقباء البشر في القرن الرابع عشر : 2/645 ) .
(35) القرآن في الإسلام ص 139 ط بيروت ( عام 1398 هـ ) دار الزهراء للطباعة .
(36) تفسير الميزان 12/104 ، 107 .
(37) آلاء الرحيم في الردِّ على تحريف القرآن الكريم ص 20 طبع طهران ( عام 1381هـ ) .
(38) عقيدة الشيعة في الإمام الصادق ص 161 طبع بيروت .
(39) هذا القرآن الّذي يشير إليه أميرالمؤمنين ، والأئمة من ولده عليهم السّلام ويحثّون شيعتهم بالرجوع إليه ، و الاستشفاء به ، وهو الكتاب المجيد الّذي يعرفه المسلمون ، ويتلونه جميعاً في اللّيل والنّهار هو ما بين الدفّتين ، ( عن هامش الكتاب ص 40 ) .
(40) نهج البلاغة 2 : الخُطبة 171 مطبعة الاستقامة بمصر.
(41) مع الخطيب في خطوطه العريضة : ص 40 الطبعة الثالثة ( عام 1389هـ ) .
(42) الشيخ محمد جواد مغنية ، ولِد ( سنة 1322هـ ) في قرية ( طيردبا ) مِن جبل عامل ، وتوفِّي في ( 21محرم سنة 1400هـ ) في بيروت ـ لبنان .
درس على شيوخ قريته ، ثمَّ سافر إلى النجف ، فأنهى هناك دراسته وكان مِن أبرز أساتذته : السيد حسين الحمامي ، ثمَّ عاد إلى جبل عامل ، فسكن قرية (طيرحرفا) ، ثمَّ عُيِّن قاضياً شرعيَّاً في بيروت ، ثمَّ مستشاراً للمحكمة الشرعية العليا ، فرئيساً لها بالوكالة .... فنجح في إقصائه عن الرئاسة ثمَّ أُحيل للتقاعد فانصرف إلى التأليف ، فأخرج العديد مِن المؤلَّفات مِن أهمِّها : ( الفقه على المذاهب الخمسة ) ، و( فقه الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) في ستَّة مجلَّدات ، و( التفسير الكاشف ) وهو تفسير مطوَّل للقرآن ، و( في ظلال نهج البلاغة ) وهو شرح له ، و( والتفسير المتين ) وغير ذلك . انظر : ( أعيان الشيعة : 9 / 205 ط بيروت عام 1403هـ ) .
(43) الشيعة في الميزان ص 314 ط . بيروت .


طباعة   البريد الإلكتروني