عاشوراء في لبنان

(وقت القراءة: 2 - 4 دقائق)
تواصلت مجالس عاشوراء لليوم السادس على التوالي وألقيت كلمات دعت إلى الوحدة والى مواجهة الظلم والباطل ، كما طالبت بالتحرك بجدية لمنع ضرب العراق وتقديم الدعم والصمود إلى الشعب الفلسطيني. فقد دعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ عبد الأمير قبلان العرب والمسلمين إلى (تقديم إمكانات الدعم والصمود إلى أهلنا في فلسطين والى التحرك بجدية لمنع ضرب شعب العراق). وقال الشيخ قبلان في مجلس عزاء حسيني أقامته الجمعية الخيرية الإسلامية في حسينية الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) في برج البراجنة: (الوفاء جميل وخاصة إذا كان أصحابه من أهل الحق، فأنصار الحسين (عليهم السلام) كانوا على جانب عظيم من الوفاء فهم التزموا خط الإمام الحسين (عليه السلام) وبايعوه واستشهدوا بين يديه فوفوا بعهدهم والتزموا بأمر الإمام الحسين (عليه السلام) ولم يبدلوا ولم يغيروا فكانوا نعم الأصحاب والأتباع وكان أهل الحسين نعم الأهل. إن الوفاء لنهج الإمام الحسين (عليه السلام) يحتم على المسلمين أن ينصروا المظلومين في كل مكان فكيف والحال إذا كان المظلومون إخواننا وأهلنا في فلسطين الذين يعانون القتل والتشريد على أيدي الصهاينة الذين يمارسون الأعمال الإرهابية بحقهم. وأقامت الجمعية الثقافية الخيرية والمجلس الشعبي الاجتماعي في الساحل الجنوبي ندوة بمناسبة عاشوراء في مركزها في بئر العبد تحدث فيها المفتي الجعفري لبلاد جبيل وكسروان والعلامة الشيخ عبد الأمير شمس الدين ، فأكد الشيخ شمس الدين أهمية الثورة الحسينية في وجدان المواطن العربي ، مشددا على (أنها السبيل الأمثل لنا في محاربتنا للصهيونية والاستعمار والتصدي للظلم والطغيان). وقال سماحة الشيخ شمس الدين: (إن إنقاذ المجتمع الإسلامي من الضياع والفساد تحقق على يد الإمام الحسين (عليه السلام) لأنه حمل مسؤولية إنقاذ الأمة من براثن الجهل والانحراف ... وان استمرار ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) بالنهج الذي بنيت عليه هو الرهان للأمة العربية والإسلامية من اجل ردع العدوان الصهيوني والأمريكي وتحقيق العدالة في امتنا العربية والإسلامية. وفي الجنوب واصلت حركة (أمل) إقامة المجالس الحسينية في مختلف القرى والبلدات وألقى عدد من قيادييها كلمات بالمناسبة دعت إلى ضرورة رص الصفوف والتوحد لمواجهة الأخطار المحدقة. كما ونظمت (حركة أمل) إقليم جبل عامل وكشافة الرسالة الإسلامية ليل أمس مسيرة حاشدة في شوارع بلدة مجدل سلم. وأقامت الحركة مجلسا حسينيا في مركز قيادة إقليم البقاع في بعلبك في حضور وزير الزراعة علي عبد الله وأعضاء قيادة الإقليم وفاعليات المنطقة. وألقى المدير العام لوزارة المغتربين هيثم جمعة كلمة دعا فيها إلى التخلي عن عادات الثأر خصوصا في هذه المنطقة (فالإمام الحسين (عليه السلام) لم يخرج من اجل الثأر وإنما من اجل الإصلاح والثورة على الظلم والفساد). ومن جانبه أحيا (حزب الله) اليوم السادس من محرم في المجلس العاشورائي المركزي في مدينة النبطية بحضور لفيف من العلماء والأهالي وألقى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد فنيش كلمة في المناسبة رأى فيها أن أمريكا ليست قدرا. وقال: إذا أحسنا الاستفادة من امكاناتنا وغيرنا أنفسنا فان أمريكا مهما امتلكت من قوة وتفوق لا تستطيع أن تبسط سيطرتها علينا. معتبرا أن تجربة المقاومة في لبنان تؤكد أن أمريكا وان دخلت العراق وسببت المآسي والآلام للشعب العراقي فإنها ستقف عاجزة إذا نهضت الأمة جميعها وعرفت كيف تتمثل بقضية عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام) حركة وسلوكا. ونظم (حزب الله) مسيرة في بلدة النميرية تقدمتها فرق كشفية وحملة الرايات وصور القادة والشهداء وشارك فيها عدد من أعضاء قيادة منطقة الجنوب في الحزب . المسيرة الحاشدة التي اخترقت الطرقات الرئيسية في البلدة وسط الهتافات الكربلائية واللطميات الحسينية كانت انطلقت عقب انتهاء المجلس الحسيني الحاشد الذي يقيمه حزب الله في النادي الحسيني يوميا. وللمناسبة ذاتها شهدت معظم القرى والبلدات الجنوبية سلسلة مجالس عاشوراء للفتية والأطفال التي تنظم للعام الثاني على التوالي بإشراف جمعية كشافة الإمام المهدي (عليه السلام) وتتخلل هذه المجالس مسابقات ثقافية وقصائد حسينية وأنشطة تجسد واقعة الطف. وكان للمرأة اللبنانية المسلمة أيضا نشاطها الخاص بمناسبة عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام)، حيث اعتبرت نائبة رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة رنده بري أن الحرب على العراق وإنسانه ونسائه وأطفاله هي بالتأكيد ليست حربا نفطية فحسب إنما حرب تستهدف التراث الإنساني. لافتة إلى انه آن الأوان للمرأة اللبنانية والعربية وفي هذه المرحلة أن تنظر من حولها وتعيد ترتيب أوراقها لملء الفراغ الحاصل من اجل تحريض الرأي العام كي يكون معنا ومع حقوقنا، فلا يجوز أن نبقى مستفردين ومستهدفين بإنساننا وأطفالنا وتراثنا. وشددت السيدة بري في كلمة ألقتها في مجلس العزاء النسائي الذي أقامته عقيلة النائب ياسين جابر في مركز كامل يوسف جابر الثقافي في النبطية وحضره عدد من عقيلات النواب وفعاليات نسائية وحشد من المؤمنات، على ضرورة استشراف المعاني السامية التي جسدها الإمام الحسين (عليه السلام) بثورته والدخول إلى هذه المعاني والمبادئ بكل أبعادها وعدم الاكتفاء فقط بالبكاء. وتطرقت في كلمتها إلى يوم المرأة العالمي معتبرة أن هذا اليوم يجب ألا يقتصر على تكرار العناوين والمؤتمرات إنما يجب أن يكون مناسبة نؤكد فيها على البعد الإنساني والكياني الحقيقي للمرأة ومناسبة لإقناع الآخرين بأهمية دور المرأة وحقها في المشاركة والا تبقى المرأة تستجدي دورها وحقوقها التي سلبت خصوصا في هذه المرحلة.

طباعة   البريد الإلكتروني