عاشوراء في تركيا

(وقت القراءة: 2 - 3 دقائق)
تحتفل الطائفة الشيعية الجعفرية بمدينتي اسطنبول وأنقره في تركيا بيوم عاشوراء، حيث تقيم إحتفالات شعبية في بعض الأماكن الواسعة يشارك فيها عدة آلاف من أفراد الطائفة، بينهم الشيوخ والكبار والنساء والفتيات والشباب والصغار. ومثلما هو الحال والعادة عند أتباع المذهب الشيعي. فقد يسلسل الشباب والشابات أنفسهم ويضربوا على صدورهم وظهورهم بأيديهم وسط البكاء والعويل على إستشهاد الإمام الحسين بن علي -رضى الله عنهما- في موقعة كربلاء التي دارت رحاها بين الفرق المتناحرة في يوم 10 محرم 61 هـ/ 680م على أرض العراق. وفي الوقت الذي تضع فيه الفتيات والسيدات المرتديات الملابس السوداء اللون أشرطة من القماش حول جباههن كتب عليها بالتركية (يا .. زينب).. تكتب على جباه الشباب عبارة (يا.. حسين)، ويكون هناك فريق من الرجال يقوم بعمل مشهد تمثيلي في الهواء الطلق وأمام جموع الحاضرين، يمثل واقعة إستشهاد الإمام الحسين على أيدي الفئة الباغية من أتباع يزيد بن معاوية. ويد الإحتفال العلني بيوم عاشوراء في تركيا من الظواهر الجديدة التي يشهدها المجتمع التركي، والتي كانت ممنوعة بشكل مطلق طوال السنوات الماضية، ومنذ إعلان الجمهورية العلمانية في عام 1923م على يد أتاتورك، على أنه في السنوات الأخيرة من العقد الأخير للقرن الماضي قد بدأت تظهر هذه الإحتفالات وتسمح بها قوات الشرطة والأمن بعد أن وافقت على إقامتها الحكومات التركية التي تشكلت في الفترة الماضية. وبينما يلجأ أفراد الطائفة العلوية إلى (بيوت الجمع) لإقامة طقس عندهم يطلقون عليه(سماح) تعزف فيه الموسيقى وترانيم الغناء وتقدم المأكولات والحلويات للمشاركين.. يقيم أفراد الطائفة الجعفرية مساجد أو جوامع صغيرة في المناطق أو الأحياء التي يقيمون فيها تقام فيها الصلاة. يذكر أنه في الفترة من 8-10 ابريل 2000 إنعقد في فندق (كروان بلازا) بإسطنبول المؤتمر العام الرابع الجمعية (أهل البيت) برعاية الوقف الخيري لأهل البيت، شارك فيه رؤساء أحزاب الفضيلة والديمقراطي ورئيس بلدية إسطنبول ومجموعة من مشاهير السياسة الأتراك، وتسعى هذه الجمعية أو الوقف الخيري لإقامة مؤتمر عالمي لأهل البيت النبوي بشكل سنوي، علاوة على الرغبة في إقامة جامعة يطلق عليها (جامعة أهل البيت). ويذكر ان الدولة التركية لا تصدر إحصائية رسمية حول عدد أفراد المذهب الشيعي بكل فرقه، بإعتبار هذا مخالفا لمبدأ الدولي العلماني البعيد عن الدين، ولكن التخمينات تشير إلى ان عدد أفراد الطائفة الجعفرية هي الأقل بين أتباع المذهب الشيعي في تركيا، وأن الطائفة العلوية هي الأكثر عددا، ويعتقد أن أتباع المذهب الشيعي في تركيا تتراوح أعدادهم بين 3-2 ملايين مواطن يتركزون في محافظات وسط وجنوب شرق الأناضول. ومن الناحية السياسية.. يعد قمر جنش -عضو البرلمان التركي والعضو البارز في حزب الطريق القويم والذي أعلن عن رغبته مؤخرا في ترشيح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية من أبرز الشخصيات العلوية في الساحة السياسية، وفي الوقت الذي يحرص معظم المنخرطين في العمل العام من أفراد الطائفة على عدم التصريح عن هويتهم المذهبية. إلا ان هناك البعض منهم لا يبالون بذلك ويعلنون عن هويتهم. وفي السنوات القليلة الماضية.. أجريت محاولتان لإنشاء أحزاب سياسية تضم الطائفة العلوية أو أتباع المذهب الشيعي، وكان أشهرها إنشاء حزب بإسم (ولسيلام)أوغلو، ولكنها باءت بالفشل، وإضطر حزب السلام لإغلاق أبوابه من تلقاء نفسه بعد سقوطه في الإنتخابات العامة التي أجريت في 24 ديسمبر 1995، ولم يستطع تجاوز نسبة 1% من جملة الأصوات.

طباعة   البريد الإلكتروني