الشيعة في مصر

(وقت القراءة: 2 - 3 دقائق)
رغم أن الشيعة في مصر، منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى نهاية السبعينيات، كانوا ينشطون بحرية نسبية، فإنهم منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، يتعرضون للمحاصرة، وعدم الاعتراف بحقهم في حرية التعبير عن معتقداتهم الدينية، ومنعهم من إقامة تشكيلاتهم الدينية والاجتماعية، وأصبحوا منذ أواسط الثمانينيات يتعرضون للملاحقة الأمنية أيضاً. يذكر صالح الورداني (وهو متشيع، وقبل تشيعه كان ينتمي إلى تنظيم الجهاد) في كتابه "الشيعة في مصر" أن النشاط الشيعي في التاريخ المصري الحديث، برز في منتصف الأربعينيات على يد ما يسمى "جماعة التقريب"، وهي مجموعة من العلماء السنة والشيعة الذين تبنوا الدعوة إلى التقريب بين المذهبين. ومن العلماء السنة الذين دعموا فكرة التقريب، الشيخ محمود شلتوت، والشيخ أحمد الشرباصي. أما العلماء الشيعة، فكان أبرزهم الشيخ محمد تقي القمي الإيراني الجنسية، والشيخ محمد جواد مغنية، إمام القضاء الشرعي الجعفري في لبنان، والشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء من علماء العراق. وفي العام 1973 أسس السيد طالب الحسيني الرفاعي، وهو من علماء العراق، "جمعية آل البيت"، التي كانت تعد الواجهة الأبرز للتشيع في مصر، ومارست الجمعية نشاطاتها بحرية نسبية، نتيجة للعلاقة القوية التي كانت تربط بين نظام حكم السادات وإيران، إبان حكم الشاه. بيد أن قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، ودخول نظام السادات في صدام مع ايران ، ومن ثم قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ترتب عليه إلغاء الجمعية بقرار من الحكومة، كما تم مصادرة مسجد آل البيت التابع لها. ورغم أن الجمعية حصلت في العام 1981 على حكم قضائي بممارسة حقها في العودة لممارسة نشاطها، فإن الحكومة المصرية لم تقم بتنفيذ هذا الحكم حتى الآن. ملخص أوضاع شيعة مصر بعد ثورة 25 يناير أولاً : حصولهم على حرية أكبر في إحياء شعائرهم الدينية ثانياً : صوتهم بات مسموعاً أكثر في وسائل الإعلام والصحف المحلية والعربية حيث يتم عمل مقابلات صحفية مع قيادات الشيعة في مصر بشكل مستمر. ثالثاً : تحولوا من مجرد طائفة مهمشة ومطاردة في عهد النظام المصري السابق ، إلى كتلة تسعى لإثبات هويتها ووجودها على الساحة السياسية والإجتماعية في مصر لدرجة أن عدداً من رموز الشيعة في مصر تقدموا بطلبات لتأسيس أحزاب قبل المشاركة في الإنتخابات البرلمانية في نوفمبر 2011. وهناك ثلاثة أحزاب شيعية تأسست أو قيد التأسيس في مصر حتى الآن ... رابعاً : سجل شيعة مصر حضوراً ملفتاً في تشكيلة الوفود الشعبية المصرية التي زارت إيران في السنوات القليلة الماضية إلى جانب حضور ملفت أيضاً لزعماء ومشايخ الطرق الصوفية في مصر. خامساً : من أجل ضرب الشيعة تقوم جمعات سلفية وسنية متشددة بالضرب على الوتر الطائفي والقومي واتهام شيعة مصر بالتحول إلى أداة بيد إيران من أجل نشر مذهبهم في المجتمع المصري، وهذا الأمر هو الذريعة الواهية التي يتمسك بها جميع أعداء شيعة أهل البيت في العالم العربي دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن الحقيقة واستكشاف أهم ملامح المذهب الشيعي وهو الإسلام الأصيل الذي يرتكز على موالاة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام) والأئمة الهداة المهديون من ذريته (عليهم السلام). سادساً : تدرج الشيعة في تعزيز وضعهم السياسي والإجتماعي في مصر ، بدءاً من تقدم أحد زعماء الشيعة بطلب للإعتراف بالمذهب الشيعي كمذهب معترف به رسمياً من قبل الدولة المصرية ، مروراً بسعي الشيعة لتأسيس أحزاب سياسية والمشاركة في انتخابات مجلس الشورى الأخيرة وتسجيل حضور مكثف على الساحة السياسية، وصولاً إلى إصدار أول صحيفة للشيعة في مصر...

طباعة   البريد الإلكتروني