الشيعة التركمان في العراق

(وقت القراءة: 8 - 15 دقائق)
الشيعة التركمان في العراق تميز التركمان العراقيون بموالاة اهل البيت عليهم السلام وحبهم، وأتخذ عدد كبير منهم مذهب اهل البيت عليهم السلام مذهبا لهم لأحقيته وثبوته بالدليل القاطع، فذا بوا في اهل بيت العصمة عليهم السلام، لتيقنهم بأنهم منزل الوحي ومهبط جبرئيل عليه السلام وأقرب الطرق الى المعبود والحق، لذلك لم يخف آثار هذه الثلّة من الشيعة في التأريخ الاسلامي بصورة عامة وفي التأريخ الشيعي بصورة خاصة منذ فجر تأريخ الاسلام المحمدي الاصيل في العراق وبدأوا يقدمون القرابين في سبيل الدفاع عن الاسلام العظيم مع اهل بيت النبوة عليهم السلام عندما سقط واضح التركي شهيدا في كربلاء ويمتزج دمه المبارك بدماء ابي عبدالله الحسين عليه السلام والبقية من شهداء كربلاء فوق الرمال بسيوف الحاقدين والمتآمرين على الاسلام من بني امية وغيرهم الذين دخلوا الاسلام خوفا وطمعا في طمس معالمه ليبقى نبراسا وشمعة يستضيء به الدرب كل من يودّ المسير نحو الحق والعدالة الالهية. ولا يخفى ان الشيعة التركمان عبر التأريخ تأثروا بالوضع الشيعي العام في العالم ولحقهم الكبت السياسي والاجتماعي والاقتصادي كبقية اخوانهم في المناطق الاخرى، ومن الناحية الثقافية كذلك تأثروا بالحواضر الشيعية حيث لا يخفى تأثرهم بالتصوف حينما انتشرت الصوفية، ولربما يمكن مشاهدة آثار تلك المرحلة لحد الان عند كبار السن من التركمان الشيعة، وتأثر قسم منهم بالطريقة البكتاشية حينما تغلغل اصحاب هذه الطريقة في وسط المسلمين الشيعة ولحد اليوم لهم بعض التكايا في بعض المناطق التركمانية الشيعية، وبعدها فتحت المرجعية الرشيدة آفاق الشيعة التركمان وبدأ يزداد توجههم نحو الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ويمكننا قراءة ذلك بوضوح خصوصا في زمان مرجعية الامام ابو الحسن الاصفهاني رحمه الله بعدما تعرف سماحته على مجموعة منهم حين أدائهم مراسيم الزيارة تحت قبة العسكريين عليهما السلام في سامراء، فقام سماحته والامام الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء بأرسال العلماء والمبلغين الى المناطق التركمانية، وكان الرعيل الاول من اولئك المبلغين الشيخ مفيد والشيخ موسى من العلماء الاذريين الترك وطأت أ قدامهم منطقة تسعين في ضاحية كركوك في الاربعينيات من القرن العشرين مبعوثين من قبل المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف. واستمرت المرجعية في النجف الاشرف اهتمامها للتركمان الشيعة بأرسال المبلغين الى المناطق الشيعية في شمال العرا ق حيث تمكنت تقريبا من تغطية معظم مناطق تواجد محبي اهل البيت عليهم السلام ابتداء من تلعفر اقصى الشمال الشيعي الى مندلي اقصى الجنوب في زمان مرجعية الامام السيد محسن الحكيم قدس سره الشريف، وكان من المبلغين الذين باشروا التبليغ في المناطق التركمانية الشيعية في القرن العشرين نذكر قسما منهم تبجيلا لما قدموا من خدمات لمذهب اهل البيت عليهم السلام : - اية الله الشيخ محمد الشاندابادي - اية الله العظمى الشيخ ميرزا جواد التبريزي ه - اية الله السيد عبد العزيز الاردبيلي . - حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد الغني الاردبيلي - اية الله الشيخ حسين الاورومياني - العلم الحجة شاعرالحق والعدالة الشيخ محمد علي المعروف بـ عارف - الشيخ اسماعيل الزنجاني - اية الله السيد ابراهيم الزنجاني - الشيخ نصرالله الزنجاني - السيد حبيب التبريزي - السيد عبد الله الزنجاني - والشيخ المرحوم فتاح التبريزي - اية الله السيد محمد باقر البادكوبي - وارسل مجموعة من المبلغين والعلماء الناطقين باللغة العربية الى المناطق التركمانية لاسيما من قبل الامام الشهيد محمد باقر الصدر اعلى الله مقامه الشريف منهم : السيدعماد الدين التبريزي رحمه الله والسيد جمال الدين التبريزي والسيد محمد تقي التبريزي والعلامة السيد علي الميالي والشيخ جواد القسام رحمه الله و الخطيب السيد حسين بركة الشامي وآخرين من العلماء والمبلغين الذين قضوا جزءا من حياتهم في خدمة الدين الحنيف في وسط التركمان الشيعة في العراق . وكان اثر تواجد المبلغين في الوسط التركماني ان توجه الرعيل الاول من الشباب التركماني الى الحوزة العلمية في النجف الاشرف وكان في مقدمتهم العلامة الحاج الشيخ حسين علي البشيري تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته واسكنه واسع جناته مع محمد وآله عليهم السلام حيث لا يخفى خدمات هذا العلامة المجاهد الذي كان اسوة حسنة في مقاومة الطغيان البعثي في العراق حيث قدم فلذّة كبده ابنه البار المجاهد البطل الشيخ محمد الذي عجز آلة الاجرام البعثي من ان ينتزع منه اعترافا وكان الصابر المجاهد والتحق الى الرفيق الاعلى تحت التعذيب الوحشي لازلام النظام البعثي الكافر، ولا أنسى ليلة اعتقال الامام الشهيد محمد باقر الصدر حيث ارتقى الفقيد الشيخ حسين البشيري المنبر وكيف كان يبين للمؤمنين خبر اعتقال الامام الصدرفي خطبته النارية وفي ابيات شعرية تبين ظلم البعثيين واستهتارهم بابسط حقوق الانسان العراقي وكيف كان دوره الريادي في توجيه المؤمنين بقوافل لبيعة الشهيد الامام الصد ر رضوان الله عليه في ايام محنته مع البعثيين، ولا يخفى دوره المتميز طيلة عشرين عاما في كركوك والمناطق التركمانية في نشر الثقافة الاسلامية ومحبة اهل بيت العصمة والطهارة في نفوس التركمان، وكان السبب المباشر بالتزام كثير من ابناء التركمان طريق الهداية والفلاح، وكان الرابط الحقيقي المباشر بين المجتمع الشيعي التركماني والمرجعية في النجف الاشرف، وكان دا ئم الحضور في مساجد اخواننا السنة والقائه المحاضرات والدعوة للمؤمنين بالوحدة والائتلاف تحت كلمة لااله الا الله محمد رسول الله ( ص). وهكذا توجه من كثير من المناطق التركمانية الشباب المؤمن للدراسة في الحوزة العلمية في النجف الاشرف نذكر ما يخطر ببالنا منهم وكان لكل واحد منهم دوره الخاص في خدمة الدين الحنيف والطائفة الحقة : ـ فمن تلعفر كان الشيخ محمد تقي المولى وآخرون، ـ ومن الموصل الشيخ المرحوم محمد تقي الموصلي، ـ وكذلك الشيخ المرحوم حسين قره قويونلو وآخرون، ـ ومن منطقة تسعين الشيخ هاشم الصالحي، ـ والشهيد الشيخ عباس فاضل صادق الذي يعتبر بحق اول تركماني يتم اعدامه في العراق بتهمة سياسية، وله مواقف مشرفة وبطولية امام جلاد الامن العامة مسلم الجبوري حين استجوبه وأبلغه بحكم الاعدام فجابهه الشهيد قائلا : انني لا ابالي بحكم الاعدام هذا، و ان من كل قطرة من قطرات دمي سوف يتولد عشرات المجاهدين يقضون على مضاجكم وسوف لاتجدون ملجأ لتلجؤا اليها وترون مصيركم ذلك اليوم ـ ومن ناحية تازه الشيخ عباس الامامي ـ ومن قرية بشير كل من : الشهيدالشيخ محمد حسين البشيري،والمفقود الشيخ عيسى الحمزاوي، والشهيدالشيخ موسى جمعة بهرام، والمفقود الشيخ جمعة البشيري، ـ ومن قضاء طوز : الشهيد الشيخ مهدي البشيري، ـ ومن ناحية آمرلي المرحوم الشيخ عبد الحسين عيسى الامرلي وآخرين من مناطق اخرى لا يسعني اسمائهم . وبعد تسلط النظام الدموي على رقاب الشعب العراقي في العقدين الماضيين من القرن الماضي هاجر المئات من الشباب التركماني المؤمن واختلط مجموعة كبيرة منهم في الحوزات العلمية في قم المقدسة واكملوا مراحل متقدمة من الدراسات الحوزوية ورجع قسم منهم في الوقت الحاضر الى مناطقهم بعد سقوط النظام البعثي الكافر لاداء مهمتهم التبليغية . من الجدير بالذكر وفي هذا البحث المختصر ان نذكر مناطق تواجد الشيعة التركمان في العراق منذ مجئ الاسلام الى العراق مبتدئين من شمال العراق : مدينة تلعفر : التي تعتبر من اكبر الاقضية في العراق وأقدمها حيث تبعد عن محافظة الموصل 70 كم و 90% من سكانها من الشيعة، وتقطن في هذه المدينة عدة عشائر تركمانية اصيلة منها : البيات، سيدلر، ايلخانليلار، شيخلر، بابالار، جولاملار ..الخ وفي المدينة عدة مساجد وحسينيات وتكايا تقام فيها الشعائر الاسلامية والعقائدية في مختلف المناسبات . ولا ينسى التأريخ ان مدينة تلعفر وثورتها المشهورة بـ (ثورة تلعفر) بدأت منها الشرارة الاولى لثورة العشرين المشهورة التي قام بها الشعب العراقي لمقاومة الانكليز حين احتلالها العراق عام 1920 م . ولا يخفى ما قدمت تلعفر من خيرة ابنائها قرابين فداء للاسلام حيث اقدم النظام البعثي في العراق بأعدامهم وقتلهم في السجون من حين تسلطهم على رقاب الشعب العراقي الى حين زوالهم وذهابهم الى مزبلة التاريخ. والحوزة العلمية في النجف الاشرف كانت تشهد رجالات من هذه المدينة لم يعرف مصير قسم كبير منهم ... الموصل واطرافها : هناك عدة احياء للتركمان الشيعة في مركز مدينة الموصل، وتقع هذه الاحياء في الطرف الشرقي والجنوب الشرقي من المدينة، وفي هذه الاحياء الشيعية التركمانية مساجد وحسينيات لاقامة الشعائر الدينية. وفي اطراف مدينة الموصل تنتشر مجموعة كبيرة من القرى التركمانية يقدرها البعض ب (70) قرية والشيعة منتشرون في هذه القرى بالاضافة الى (50 ) قرية يسكنها عشيرة الشبك المعروفة بولا ئها لاهل البيت عليهم السلام، ومن اهم هذه القرى الواقعة في اطراف مدينة الموصل هي : افغاني، بوتبة، بوخور، قرمزي، عرفي، المسطح، شيخ ابراهيم،ترمي، قبك، تل غزو، خرائب جماش، جمعة، مال فيران، القاضية، الرشيدية، شيرخان، قره قويونلو، قره يطاق، سلامية، يارمجة، تيز خرابه، يانبيت، عربجة، كوكجةلي، طوبراق، زيارت، خزنة تبة، كبرلي، زهرا خاتون، ترجيلة، قره تبه، أورطة خراب، جنجي، فاضلية، شاقولي، وسيدلر .......... الخ وقد تعرض التركمان الشيعة في هذه القرى والاحياء الى تهجير وترحيل واضطهاد وقمع تم اعدام العشرات من شباب التركمان الشيعة الملتزمين منهم، وهكذا قدمت الموصل واطرافها خيرة ابنائها قرابين للعقيدة ولخط اهل البيت عليهم السلام وللدفاع عن حرية وكرامة الانسان العراقي . مدينة كركوك : تبعد عن بغداد 345 كم وهي اشهر من ان يعرف، وتعتبر كركوك مركز التركمان في العراق والعنوان الدال عليهم وهي ارض ابائهم واجدادهم منذ وطئ اقدام الحيثييون قبل الميلاد ارض وادي الرافدين. وفي داخل المدينة هناك احياء شيعية من التركمان منها قصابخانه وفيها حسينية كبيرة باسم حسينية الامام علي عليه السلام وفي وسط كركوك حسينية الشيخ خزعل التميمي في شارع أطلس حيث كان فيها المرحوم اية الله السيد محمد باقر البا د كوبي منذ اوائل مرجعية الامام الخوئي قدس سره وكيلا عنه في كركوك، وهناك تكايا كثيرة للشيعة التركمان في داخل المدينة حسب مناطق تواجدهم وسكناهم، وهناك في المدينة عدد كبير من الاخوة الاكراد الشيعة ولهم تكايا خاصة بهم لاداء شعائرهم الدينية . منطقة تسعين : تبعد عن كركوك 5 كم الى الجنوب الغربي منها واندمجت فيها نتيجة التوسع العمراني للمدينة، وكانت تعتبر من اكبر الاحياء السكنية وأ قدمها وجميع سكانها من الشيعة التركمان وكانت فيها اربع مساجد كبار وحسينيات وتكايا سوّيت جميعها مع الارض بالاضافة الى بيوت اهلها وأنشأ محلها محطة قطار، و مجمعات سكنية للعوائل العربية والتي استقدمت من غرب وجنوب العراق المخصصة لتعريب مدينة كركوك التركمانية، اما الشيعة التركمان الذين كانوا يقطنون مدينة تسعين تم تشريدهم الى خارج مدينة كركوك وتوزيعهم على المجمعات السكنية في منطقة الرمادي وعلى طريق تكريت -- كركوك، انتقاما منهم لمواقف ابنائها البطولية في معارضة النظام البعثي الاسود، حيث لم يبق بيت من بيوتها الاّ وأصابها ظلم النظام وقمعه، فقتل المئات من خيرة الطاقات والكفاءات العلمية التركمانية الشيعية بمستوى العراق فضلا عن مستوى الوسط التركمان الشيعي بسبب التزامهم الاسلامي وتمسكهم بخط اهل البيت عليهم السلام . ناحية تازة : تبعد 15 كم عن مدينة كركوك على طريق بغداد جنوبا، وجميع سكان هذه المدينة من الشيعة التركمان ومن موالي اهل البيت عليهم السلام ومحبيهم وفيها اربع مساجد وتكايا للسادة العلويين لاقامة المراسيم الدينية والعقائدية، ولهذه المدينة مواقف مشرفة في مواجهة النظام البعثي الفاسد حيث قدمت العشرات من ابنائها المؤمنين في سبيل الدفاع عن خط اهل البيت عليهم السلام . وهاجر مجموعة كبيرة من شباب هذه المدينة وعدة من العوائل بكامل افرادها من ظلم البعثيين واضطهادهم منذ عام 1980، وتسمى مدينة تازة بعد سقوط النظام الفاشي ب: قلعة التشيع في الشمال، لما ابدى الشيعة التركمان في هذه المدينة من شجاعة ودراية في مواجهة الفكر البعثي القومي وتربية الجيل الجديد الذي ولد في العقدين الاخيرين على حب اهل البيت - ع -والالتزام بالاحكام الشرعية والتقيد بالتقليد للمرجعية الرشيدة في النجف الاشرف وممارسة شعائرهم الدينية والعقائدية خفاء من اعين السلطة في الخلوات، ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح لكل زائر للمدينة بعد سقوط الصنم في بغداد. ناحية ليلان : تبعد حوالي 20 كم جنوب شرقي كركوك، وفيها ما يقرب من 1000 نسمة من التركمان الشيعة اضافة الى الاخوة الاكراد والعرب من السنة وهم يعيشون جنبا الى جنب اخوة متحابيبن من دون اية مشكلة فيما بينهم، وقد عانى الشيعة التركمان في هذه المدينة من الظلم والعدوان من قبل البعثيين وقتل عدة من الشباب المؤمن الرسالي فيها، وهدم البعثيون المسجد الوحيد للشيعة في هذه المدينة ولم يعطوا الموافقة لبنائها ثانية الى حين زوالهم وذهابهم الى مزبلة التأريخ، وبعد سقوط النظام البعثي باشر المؤمنين لاعادة بناء مسجدهم من جديد،وكان للحوزة العلمية في النجف الاشرف دور في اعادة بناء المسجد . قرية بشير : تبعد 8 كم جنوب ناحية تازة واهلها كاملا من الشيعة التركمان، وكانت فيها مساجد وحسينيات دمرت بالكامل مع بيوت اهلها الساكنين فيها منذ مئات السنين، وأقام النظام البعثي مجمعات سكنية بجنب خربة هذه القرية المؤمنة للعوائل العربية التي جلبها النظام من المناطق الغربية من العراق ووزع اراضيها الزراعية لهم، واستولى المجرم عزة الدوري على القسم الاكبر من الاراضي الزراعية لاهالي بشير وكان يزرعها بواسطة شركته الزراعية الخاصة له، اما اهالي قرية بشير فأعدم 150 مؤمن من خيرة شبابها الحاصلين على شهادات اكاديمية في مختلف صنوف العلم والمعرفة، والباقون من الاهالي تم توزيعهم حسب مواقف ابناء كل عائلة، فالذين لهم شهداء معدومين تم ترحيلهم الى المجمعات السكنية في منطقة الزاب الاسفل في اطراف الموصل، والعوائل الذين كانت لهم معتقلين ومحكومين لسنوات طويلة الى المجمعات السكنية في طريق تكريت - كركوك، ولم ينج من هؤلاء المعتقلين ووجد بقايا الجثث الطاهرة لبعضهم في المقابر الجماعية، والعوا ئل التي كانت لهم معارضين ومهاجرين تم ابعادهم الى المنطقة الكردية في اطراف اربيل، وابعد كل هذه العوائل بلا اي حقوق او تعويضات وكان كل ذلك انتقاما منهم لالتزامهم بخط اهل البيت عليهم السلام، وهكذا قضى النظام البعثي على مجتمع شيعي تركماني في منطقة واحدة عاشوا سويا مئات السنين قتل رجالهم وايتم اطفالهم ووزع عوائلهم الى مناطق متعددة في العراق فهل من معين يعينهم!!! ناحية دا قوق : مدينة قديمة جدا تسمى في الكتب التأريخية داقوقا وبالتركمانية طاووق، تبعد عن كركوك 40 كم جنوبا و 90% من سكانها من الشيعة التركمان، فيها مساجد وتكايا يقيم فيها المؤمنين مراسيمهم الدينية، ولم تسلم هذه المدينة الوادعة من بطش النظام البعثي البائد فبالاضافة الى اعدام ثلّة مؤمنة من شبابها منع الشيعة من اقامة اية مراسيم دينية وعقائدية خلال 25 سنة الماضية أنتهج في حقها سياسة التعريب حيث احاطها بمجموعة من المجمعات السكنية العربية المستقدمة اهلها من غرب البلاد وصادر الاراضي الزراعية من اصحابها الشرعيين ووزعها للمستقدمين لاغراض التعريب والحزام الامني للدفاع عن النظام المجرم البائد، كما كان يسمّونهم . قرية الأمام : الاسم الكامل لهذه القرية الكبيرة ( الامام زين العابدين ) وله مقام على تلة كبيرة فيها، وجميع سكان هذه المدينة من التركمان الشيعة، ولهذا المقام مكانة دينية خاصة لدى سكان المنطقة الشمالية والوسطى يقصدها التركمان والاكراد والعرب للزيارة خاصة في شهر رجب المرجب المعروف لدى التركمان بشهر النور، ومن هذه القرية قتل النظام البعثي البائد شباب واعين ورساليين اخص بالذكر الاستاذ الحاج شكر خليل بما كان يتمتع من شخصية ذو جاذبية خاصة ووعي منفتح وعمل دؤوب في خدمة الاسلام العظيم، وعرج روحه الطاهرة الى ملكوت السماء وعانق الحور العين تحت تعذيب الجلاوزة البعثيين وهو يصرخ يالثارات الحسين ويالثارات باقر الصدر مقويا من عزيمة المؤمنين المعتقلين معه بأن لايعترفوا بشيء امام هؤلاء المجرمين حتى التحق تلك المجموعة البارة من شباب التركمان الشيعة الى نعيم ربها الموعود للمجاهدين، من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .. طوز خورماتو : تبعد عن كركوك 90 كم جنوبا، والغالبية العظمى لسكان هذه المدينة من الشيعة التركمان، وتعتبر هذه المدينة من الاقضية الكبيرة في العراق، توجد في هذه المدينة مقامات ومزارات شريفة منها مقام السيد احمد ومرسي علي وهما من ا حفاد الامام موسى الكاظم عليه السلام، وكذلك يوجد فيها مساجد وحسينيا ت يقيم فيها الشيعة التركمان شعائرهم الدينية والعقائدية، وشهدت طوز خورماتو صحوة اسلامية وتصاعد وعي ديني في السبعينات فحسب النظام البائد لها حسابا خاصا اسفر عن اعدام مجموعة من خيرة شباب وحاملي الشهادات العليا في الدراسات الاكاديمية، وفي انتفاضة شعبان المباركة عام 1991 استعمل النظام البائد القنابل الفسفورية لانتزاع المدينة من أ يدي الثوار والمجاهدين من اجل الحرية والكرامة والعدالة. آمرلي وقرى البيات : تعتبر مدينة آمرلي مركز عشيرة البيات وانها من اكبر العشائر التركمانية العراقية، تبعد 24 كم عن طوز خورماتو، تحيط بهذه المدينة مجموعة كبيرة من القرى التركمانية من اهمها ( ينكجة، شاه سيون، مريم بك، خاصة دارلي، كوكوز، البوحسن بويوك، البوحسن كوجوك، قره ناز، جرداغلي، برآجلي، بسطاملي، كوجك البواحمد، بيوك البواحمد، زنكلي، أبورياش ......الخ ) ويزيد عدد هذه القرى على 52 قرية جميع سكانها من عشيرة البيات التركمانية و وغالبية سكان هذه المناطق من الشيعة التركمان بما فيها آمرلي . وفي مدينة آمرلي عدد من المساجد والحسينيات ومقام الامام الحسن عليه السلام والذي له منزلة خاصة لدى سكان هذه المناطق حيث يقصدونه للزيارة في مختلف المناسبات . اما القرى المحيطة بمدينة آمرلي ففي كل واحدة منها يوجد مسجد لاقامة الشعائر الاسلامية. ولم يترك النظام البائد هذه المنطقة آمنا ولا تجد قرية من قراها الا وفيها معدوم او مقتول بيد النظام السفاك بتهمة الالتزام الديني، اضافة الى صدور أوامر خاصة من القيادة العفلقية الطائفية البائدة الى دوائر الاحصاء بتسجيل عشيرة البيات بأنها عشائر عربية . قره تبه : تعني بالعربية ( التل الاسود ) تبعد عن كركوك 120 كم جنوبا، وغالبية سكانها من الشيعة التركمان، ويحيطها مجموعة كبيرة من القرى التركمانية اكثرها شيعية خالصة . وعلى بعد 8 كم من مدينة قره تبه يوجد مزار( ابراهيم السمين ) احد اولاد الامام موسى الكاظم عليه السلام ومقام محمد بن الحنفية ومقام ابراهيم أدهم، وكلها مقا صد المؤمنين للزيارة والدعاء والتوسل الى الله تعالى . والوعي السياسي والاسلامي المبكر لابناء هذه المدينة جعلها عرضة مستمرة لانتقام النظام البائد واعدم مجموعة من شبابها وهجر عوائل عراقية عريقة بتهمة التبعية، كذلك هاجر كثير من الشباب الملتزم من ابناء هذه المدينة الى خارج الوطن، وكان لهم دور مشرف في مواجهة النظام البائد سياسيا ونخص بالذكر اخينا المجاهد البطل الحاج عباس البياتي والذي حمل راية الجهاد ضد الزمرة الطائفية المقيتة، وها هو يقف جنبا الى جنب مع اخوانه التركمان الشيعة في داخل العراق مطالبا حقوقهم المسلوبة، ومشاركا معهم الحياة في السراء والضراء . شهربان : وتسمى ( المقدادية ) تبعد 50 كم عن بعقوبة شمالا، وغالبية سكانها من التركمان الشيعة ومعهم قسم من العوائل التركمانية السنية بالاضافة الى وجود قسم من العوائل العربية، وفيها عدد من المساجد يمارس فيها المؤمنين شعائرهم الدينية، وطالت حملات الاعدام والاعتقال ابناء هذه المدينة لمجاهرتهم رفض ومعارضة السياسات القمعية للنظام البائد ولأصرارهم على الالتزام بالاسلام والتمسك بالهوية العقائدية . مندلي : تبعد 85 كم عن محافظة ديالى، وهي مدينة قديمة جدا يرجع تأريخ بنائها الى القرن السادس قبل الميلاد،وغالبية سكانها من الشيعة التركمان، حيث تعيش فيهاعشيرة قره أولوص التركمانية، وفيها كذلك عوائل من الاكراد الفيلية، وتقع مدينة مندلي في نهاية الخط الجغرافي المنحني لوجود التركمان وسكناهم والتي تبدأ من مدينة تلعفر . وقد اعدم النظام البائد مجموعة من ابناء هذه المدينة المنكوبة بالحرب الظالمة على الجمهورية الاسلامية والتي اخليت من سكانها كاملة في زمان الحرب وجعلها منطقة محرمة حينها، كما ورحل عدة عوائل منها الى ايران بتهمة التبعية الايرانية . وهدم جميع مسا جدها ولم يعوض الاهالي بعد انتهاء الحرب لبناء مساكنهم ومساجدهم . هذه كانت نبذة مختصرة عن التركمان الشيعة في العرا ق ومناطق توا جدهم وعلى العاقل اللبيب ملاحظة عددهم بالمقايسة مع عدد مدنهم وقراهم الممتدة المنحنية من مدينة تلعفر شمال غرب العراق الى مدينة مندلي في شرق العرا ق . اعتمدنا في هذا البحث الى كتاب الشهداء التركمان، وكتاب كركوك مدينة القوميات المتآخية، والمعلومات الشخصية حول التركمان الشيعة في العراق . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طباعة   البريد الإلكتروني