التشيع والدولة الحمدانية فی سوریا

(وقت القراءة: 2 - 3 دقائق)
تاريخ الشيعة في سورية تاريخ قديم، تمثل بأبهى صوره في زمن دولة الحمدانيين، وقائدها سيف الدولة الحمداني. وتاريخ الدولة الحمدانية يشهد بها الجميع، وأنه في زمانها كانت حلب محط أنظار المبدعين والشعراء والعلماء، لأن سيف الدولة سلك سياسة انفتاحية مما جعل دولته أهم من دولة الخلافة في ذلك الوقت. وفي زمانها كان الفارابي والمتنبي وأبو فراس الحمداني وغيرهم ممن قدم الكثير للثقافة العربية والإسلامية. يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان ج2 ص 273 وهو يذكر حلب: "والفقهاء يفتون فيها على مذهب الإمامية". ففي تلك الحقبة ظهر فيها علماء شيعة كبار ، وتأسست فيها حوزات علمية كبيرة، اشتهر علماؤها في العالم الإسلامي وخصوصاً علماء الأشراف بنو زهرة وسيدهم السيد أبو المكارم ابن زهرة الحلبي صاحب كتاب (غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع) ومر التشيع في سورية بحقب تاريخية صعبة بعد انهيار دولة الحمدانيين الشيعة فيها، مما أدى إلى انحسارهم فيها، لكنه بقي في مدينة حلب مستمراً رغم كل الظروف التي مر بها الحلبيون مروراً بالأيوبيين وانتهاء بالعثمانيين والتي اختفى التشيع في حلب في زمانها بعد فتوى القاضي ابن نوح بحلية دم الشيعة وحصول المجازر بسببها مما أدى إلى اختفاء المذهب بتحول معظم سكان حلب إلى المذاهب الأخرى ، أو بهجرتهم من تلك المدينة وانتشارهم في أنحاء سورية ولبنان. أما اليوم ، فالشيعة الإمامية قليلون جداً في سورية، أما النصيريون فالمعروف أنهم يلقبون في سورية (بالعلويين) والسوريون عندما يقولون شيعة يقصدون بها غالباً الشيعة الإمامية. أما إطلاق مصطلح الشيعة على الفرقة النصيرية فهو نادر وقليل ، لم أجده إلا عند بعض العلماء وبعض غير السوريين. يتواجد الشيعة الإمامية في سورية اليوم في ثلاث مراكز رئيسية: دمشق ، وحلب ، وحمص التجمعات الكبيرة موجودة قريباً من حلب هي: - نبل ويبلغ سكانها قريب الثلاثين ألف نسمة - قرية الزهراء وسكانها قريب عشرة آلاف نسمة وهاتان المنطقتان تقعان شمال غرب حلب وتبعدان عنها حوالي عشرين كيلوم متراً وفيهما مساجد وطلاب علم ، منهم من درس في النجف ومنهم من درس في قم - بلدة الفوعة ، ويبلغ سكانها حوالي عشرين ألف نسمة، ثلاثة أرباع سكانها من السادة الأشراف معظمهم ينتمي إلى بني زهرة وفيها ثمان مساجد - قرية كفريا ويبلغ سكانها حدود عشرة آلاف نسمة - أحد أحياء مدينة معرة مصرين ويبلغ عددهم حوالي خمسة آلاف نسمة وهذه المناطق الثلاث تقع غرب حلب وتبعد عنها حوالي خمسين كيلومتراً وهي تابعة لمحافظة إدلب إدارياً ، وقريبة من إنطاكية بالإضافة إلى بعض الشيعة الذين يقطنون في مدينة حلب ، لكن معظمهم ينتمي إلى هذه المناطق وهاجر إلى حلب بسبب العمل وطلب العلم ويوجد في حلب (مشهد النقطة) على سفح جبل الجوشن وتقام فيه صلاة الجمعة وصلاة الجماعة وهو مزار يزوره الشيعة من كل مكان أما في حمص فهناك أكثر من ثلاثين قرية صغيرة أهلها شيعة أكبرها تجمعاً من الشرق ناحية (أم العمد) وأكبرها من الغرب قرية (الدلبوز) أو(الربوة) والتجمع الكبير الآن لهم في حي البياضة والعباسية في ضواحي المدينة ، وفي كل قرية من هذه القرى يوجد مسجداً وفي الكثير منها يوجد حسينيات أيضاً ، بالإضافة إلى وجود أربع قرى صغيرة جداً في شرق محافظة حماة بشكل عام لا يتجاوز عدد سكان هذه القرى عن ثلاثين ألف نسمة. أما في دمشق فالتجمع الأكبر في حي الأمين ، بالإضافة إلى حي الإمام جعفر الصادق والصالحية أما الشيعة السوريون الموجودون في السيدة زينب ، فأصلهم من هذه المناطق على العموم وأغلبهم من الفوعة. فلو أردنا إحصاء الشيعة الإمامية في سورية فقد يترواح بين المائتين ألف والمائتين وخمسين ألفاً، يعني لا تتجاوز نسبتهم بالنسبة لسكان سورية اثنان بالمائة أو اثنان ونصف بالمائة.

طباعة   البريد الإلكتروني