الشيخية و عقائدهم

(وقت القراءة: 8 - 15 دقائق)

الشيخية فرقة تنسب الي الشيخ احمد الاحسائي و من اكبر شخصياتهم السيد كاظم الرشتي الذي ترعرعت الفرقة علي يديه، و عبدالكريم خان الكرماني، ولها اتباع في الكويت و في البصرة و في دول اخري خليجيه و اماكن اخري. و اما عقائدهم: نذكر اولاً قائمة عن عقائدهم، ثم نذكر لكم نص الرساله التي ارسلها جمع من علماء الشيعة الي الميرزا حسن الاحقاقي حيث ذكروا فيها جملة من المعتقدات التي ذكرها الشيخ احمد الاحسائي في كتابه “شرح الزيارة الكبيرة” ولقد اخترنا ذلك لأن الميرزا حسن الاحقاقي قد رد علي هذه الرسالة في رسالة اخري و ذكر دفاعه عما جاء في الشرح المذكور و هذا يعكس تبنيه لهذه المعتقدات و الافكار.
عقائدهم بصوره مختصرة:
الفرقه الشيخية و القول بالتفويض، قال السيد محمد حسن الطالقاني في كتابه الشيخية: “وقد نسب الي الشيخية الغلو في آل محمد (ص) و تفويض بعض الافعال اليهم، ولا تخلو هذه النسبة من الصحة، ففي اقوال علمائهم تصريحات و تلويحات كثيره” [1] و كذلك قال الشيخ الخالصي[2] و انظر عقائد الشيخية للدكتور علاء الدين القزويني ص 35.
تعتقد الشيخية ان النبي (ص) و اهل بيته هم العلل الاربعة للعالم (الفاعليه و المادية و الصورية و الغائية [3].
تعتقد الشيخية انه لايجوز ان يقع علي الله شيء لا لفظ ولا معني[4] و ان جميع الضمائر المذكورة في الفرقان العظيم تعود الي النبي (ص) و الائمة عليهم السلام.
لان الله سبحانه اجل من ان يشار اليه بالاشاره او يعبر عنه بعباره
4- و من جمله عقائدهم تعليم الامام علي (عليه السلام) علم للملائكه و الانبياء عليهم السلام[5]
5- و من معتقداتهم ان اهل البيت عليهم السلام يشكلون و يتصورون باي صوره يريدون
6- و من معتقداتهم ان النبي (صلي الله عليه و آله) يبلغ كل ذي روح من غير البشر فيدعوه بلسانه و كذلك اهل بيته عليهم السلام[6].
7- يعتقدون بفكره « الامام الناطق» اي لابد في كل زمان من شخص ظاهر – غير امام الزمان الغائب- يكون عالما بكل ما يحتاج اليه الناس.
و تكون له الوساطه بين امام الزمان و رعيته ... و سموه باالناطق و النائب الخاص و القطب و الركن الرابع.
8- و من معتقداتهم ان علوم الاولين و الاخرين مكتوبه في القرآن الكريم[7].
9- و من معتقداتهم ان علم الائمه عليهم السلام حضوري احاطي لانهم العله الماديه و الفاعليه و الغائيه و الصوره لجميع المخلوقات و ان جميع ما في الوجود ما عدا واجب الوجود وجد من شعاع نور الحقيقه المحمديه و علي هذا يلزم ان يكون علمهم حضوريا احاطيا من باب علم العله بمعلولها[8].
10-و من جمله عقائدهم كون النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) و عترته خلقا فوق بني آدم[9]
11- و من جمله عقائدهم ان الائمه عليهم السلام لهم حقيقتان كليه و جزئيه. [10]
12- و من جمله عقائدهم ان العالم خلق من شعاع انوار الائمه .[11]
و غير ذلك من عقائدهم هذه صوره اجماليه لعقائدهم. [12]
و اما الرساله التي ارسلها جمع من علماء الشيعه الي الميرزا حسن الحقاقي فهذه نصها مع حذف مقدمتها:
قال الشيخ أحمد بن زيد الدين الإحسائي في ص 36 سطر 8 من كتاب المسمي شرح الزيارة بعد كلام له مسهب ما لفظه: “و مما يدل عليه العقل من ذلك فهو ما أتلو عليك فاستمع لما يتلي إن هو إلا وحي يوحي).
فالشيخ يعتقد أن مايتلوه عليك وحي نازل من عند الله، ولايصح أن يريد بالوحي الذي أضافه الي ما يتلوه الي الوحي يمنع من إرادة وحي غير ما يكون للأنبياء (ع) من الله بقرينة الحصر في قوله: (إن هو إلا وحي يوحي) التي تفيد إرادة وحي النبوة و قال في ص 36 في أوائل سطر 19 ما لفظه: (لأن أعمال شيعتهم منهم ولهم ولهذا كانت ذنوب شيعتهم عليهم لأن أقدار شيعتهم عليهم (ع) فالشيخ يعتقد ان ما يرتكبه الشيعه من المخالفات للشريعة وما يقترفونه من الذنوب و الأوزار كل ذلك يعود علي اهل البيت (ع) المعصومين ولكن القرآن يقول (ولا تزروازرة و زر اخري) كما في آية 164 من سورة الأنعام. و قال في ص 57 في أول سطر 10 منه ما لفظه: (فأول من خلق محمد (ص) ثم علي (ع) ثم الحسن (ع) ثم الحسين (ع) ثم القائم (ع) ثم الائمة الثمانية (ع) ثم فاطمة (ع) فهذا الترتيب الذي يعتقده الشيخ في خلق أهل البيت (ع) هو غير ما أثبتته الضرورة و غير ما قررة العيان. و قال في ص 60 ما لفظه: (ثم لما كانوا عليهم السلام في المقام الذي وصفهم الله سبحانه في أنهم العلة الفاعلية و المادية و الصورية و الغائية لجميع الخلائق كما أشرنا اليه) فالشيخ يعتقد ان صفة الفاعلية لجميع الخلائق هي لأهل البيت (ع) وليست لله، ولاشك في أن أهل البيت (ع) من جملة الخلائق فيلزم أن يكونوا هم (ع) الفاعلين لأنفسهم ولكن القرآن أسند خلق كل شي الي الله وحده بقوله تعالي (و خلق كل شيء) (خالق كل شيء) كما في آية 101 و 102 من سورة الأنعام و قال في ص 60 في أوائل سطر 11 منه ما لفظه: (وقد أشرنا سابقاً و صرحنا في كثير من رسائلنا و مباحثاتنا أن كل شي أمم أمثالكم و ان من أمة إلا خلا فيها نذير و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فكل شيء من الخلق رعية و غنم للعل الكاملة و الأمثال العليا فالمبلغ عن الله منهم مع علو شأنهم و ارتفاع مكانتهم له حالتان الأولي له أن ينزل المقام الذي فيه المدعو بلسانه و يبين له بلغته سواء أكان جماداً أو نباتاً أو حيواناً ذاتا أو صفة عيناً أو معني.
الثانية أن يرفع مقام المدعو حتي يخاطبه في مقام الإنسانية و إن كان من كل صنف من الخلائق كما تقدم) فالشيخ يعتقد أن للرسول الله (ص) النزول الي مستوي الحيوانات و الحشرات بجميع انواعها و أصنافها ليبلغها رسالات ربه أو ينزل الي مستوي الجماد و النبات و غيرها من الذوات و الصفات و المعاني و الأعيان فيجوز في اعتقاده أن ينزل النبي الي مستوي الحمار و البغل و الخنزير و الكب و غيرها من الحيوانات و الحشرات ليقوم بتبليغ كل نوع من هذه الأنواع بلسانه. و قال في ص 81 سطر 21 عند قوله تعالي (ولقد نجينا بني إسرائيل) ما لفظه: (و إسرائيل هو عبدالله محمد بن عبدالله (ص) و الضروره من الكتاب و السنة و الإجماع القطعي قائمة علي ان إسرائيل في منطوق الآية هو يعقوب النبي (ع) و قال في صفحة 98 في أواخر سطر 1 ما لفظه: (ولهم (ع) صورة حسنة لا يكون في الإمكان ما يداينها ولو ظهروا للناس ببعضها لما رآهم أحد من الخلق إلامات علي الفور) فيعتقد الشيخ أن لأهل البيت (ع) صورتين. صورة حسنة و اخري غير حسنة فالتي ظهروا بها للناس هي الأخيره و أما لو ظهروا للناس ببعض الأولي لمات كل من رآهم علي الفور ولكن القرآن يقول ليس لهم إلا صورة واحدة و هي الصورة البشرية (قل إنما أنا بشر مثلكم) و يقول الموت و الحياة بيدالله بقوله تعالي (تبارك الذي بيده الملك و هو علي كل شي قدير* الذي خلق الموت و الحياة) كما في آية 1و 2 من سورة الملك. و قال في ص 123 في أواخر سطر 3 منه ما لفظه: (فانحصرت العبادة التي هي فعل ما يرضي ـ العبودية التي هي رضي ما يفعل فيهم و بهم (ع) لأن التسبيح و التقديس و التحميد و التهليل والخضوع و الخشوع و الركوع و السجود و جميع الطاعات و أقسام العبادات و كذلك العبودية كل ذلك أسماء معانيها تلك الذوات القدسية و الحقائق الإلهية) فيعتقد الشيخ أن التسبيح و هو (سبحان الله) و التحميد و هو (الحمدالله) و التكبير و هو (الله اكبر) و التهليل و هو (لا اله الا الله) كل ذلك معانيها أهل البيت (ع) و الناس كل الناس يعلمون أن أهل البيت (ع) في طليعة المسبحين و الحامدين لله و المكبرين و المهللين له و العابدين إياه فإذا كانوا هم (ع) فلمن كانوا يفعلون ذلك كله؟! ثم هل لله تعالي حقائق ليكونوا هم كما يعتقد الشيخ؟؟! و قال في ص 123 في أول سطر 15 منه ما لفظه: (لايجوز أن يقع علي الله شيء لا لفظ و لا معني) فإذا كان لا يجوز علي الله شيء لا لفظ ولا معني علي ما يعتقد الشيخ فما معني قوله تعالي (فاعلم أنه لا إله إلا الله) كما في آية 19 من سورة محمد (ص)؟ و كيف جاز إذن أن يطلق القرآن ذلك علي الله في آياته و أذا كان لا يجوز فكيف جاز عند الشيخ إطلاق كلمة (الله) في مقاله و ما معني هذه الكلمة إذن؟ وقال في ص 155 في أواسط سطر 14 منه ما لفظه:
(فافهم فقد القيت اليك مفتاحاً من مفاتيح الغيب تفتح به كثيراً من مغلقات الغيوب إن عرفت الفتح) فيعتقد الشيخ إنه يملك مفاتيح الغيب لذا إلقي اليك مفتاحاً واحداً منها لتفتح به كثيراً من مغلقات الغيوب شريطة أن تعرف الفتح و إلا بقيت تلك الغيوب مغلقة في وجهك، ولكن الله تعالي يقول في القرآن( و عنده مفاتح الغيب لايعلمها إلا هو) كما في آية 59 من سورة الإنعام و قال تعالي مخاطباً أكرم خلقه رسوله (ص) (فقل إنما الغيب الله) كما في آية 20 من سورة يونس و قال تعالي مخاطباً بنيه (ص) (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولاضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير و ما مسني السوء) كما في آية 188 من سورة الأعراف و يعني الحصر في هذه الآية الكريمة قصر علم الغيب علي الله وحده و حصره فيه و نفيه من غيره إطلاقاً. وقال في ص 249 في أوائل سطر 9 منه ما لفظه: (أنهم (ع) معانيه سبحانه يعني معاني أفعاله فهم علمه و قدرته و كلمه و أمره و عدله و عينه و أذنه و لسانه و قلبه و وجهه و نوره و يده و عضده و كتابه) و يعتقد الشيخ أن أهل البيت (ع) هم علم الله و قدرته و الضرورة قاضية بأن علم الله عين ذاته و تمام حقيقته و كذا حال قدرته و يعتقد الشيخ أيضاً أن لله أذناً و قلباً و عضداً و أنها هي هم (ع) و نحن نسأل عن الفرق بين قول الشيخ فهم أذن الله و قلبه و عضده و بين قول القائل فهم رأس الله و أنفه و بطنه و فخذه و أصابعه و ساقه و نحوها فأن الله تعالي لم يطلق شيئاً من ذلك علي نفسه و ما أضافها الي ذاته في حال لا من هذا ولا من ذاك فما يكون الجواب؟ ...
و قال في ص 281 في آخر سطر 13 ما لفظه: (أعلم أن اجسادهم و أجسامهم (ع) في غايه اللطافة بحيث لاتدركه الأبصار بل و لا البصائر و أنما ظهروا للناس بما لبسوا من الصورة البشرية) و أنت تعلم بالضرورة أن الذي لاتدركه الأبصار هو الله تعالي وحده لقوله تعالي في وصف نفسه: (لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير) كما في آية 103 من سورة الانعام، ولاشك في أن أهل البيت (ع) من البشر لقوله تعالي مخاطباً سيد أهل البيت (ع) رسول الله (ص): (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي الي) كما في آية 110 من سورة الكهف، فهم بتصريح القرآن بشر الا انهم يمتازون عليهم بأنهم (ع) عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون. ثم ان نفي البصائر عن إدراكهم بقوله (بل البصائر) إن كان يعني بها العقول إن صح إطلاقها عليها فهي تدرك حتي المعدوم لذا حكم عليه بالعدم لأن الحكم علي الشيء فرع تصوره و إن كان يعني بها القلوب فكيف يمكن الإيمان بهم إذا كانت القلوب و العقول لاتدركهم إطلاقاً لأن الصورة التي لبسوها و ظهروا بها للناس ليست هم كما يعتقد الشيخ. وقال في ص 285 في أواسط سطر 4 منه ما لفظه: (قال تعالي والله الأسماء الحسني فادعوه بها فنقول يا كريم يا رحيم يا جواد يا غفور الي سائر أسمائه و هي هم (ع) ) ولاشك في أن من أسمائه تعالي (الله) فيعتقد الشيخ أنه أذا قيل يا الله يا رحمن يا خالق يا رازق يا محيي يا مميت يا باعث يا قيوم يا باقي كان ذلك كله أهل البيت (ع) فيكون المدعو بكلمة النداء في المنادي بهذه الأسماء هم (ع) دون الله فقوله تعالي (ولله الأسماء الحسني) يعني في اعتقاد الشيخ (ولأهل البيت الأسماء الحسني) لا الله كما يقول القرآن. ثم أن أهل البيت (ع) في طليعة من يدعون الله بها فلمن كانوا يدعون لو كانوا هم علي ما يعتقد الشيخ؟
و قال في ص 330 في آخر سطر 23 منه ما لفظه: (أن الحقيقه المحمدية قد ملأت الوجود المطلق الذي ليس و راءه إمكان و إنما وراءه وجوب بالحادث الممكن غير الحقيقة المحمدية) و الضرورة العلمية تقضي بان الوجود المطلق هو الله و هو الواجب الذي ليس وراءه إمكان و ليست الحقيقة المحمدية في اعتقاده ممكنة حادثة ولكن القرآن يقول أن الحقيقة المحمدية ممكنة حادثة لأنها بشر و البشر ممكن حادث لقوله تعالي مخاطباً نبيه (ص): (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي الي) و نحن نسأل كيف صارت الحقيقة المحمدية واجبة و أن الحادث الممكن غيرها و هل هناك واجب ليس وراءه امكان غير الله تعالي؟!!
و قال في ص 346 في أواخر سطر 12 منه الي أوائل سطر 17 ما لفظه: (وجبرائيل (ع) من حقيقة يأخذ من حقيقة محمد (ص) بل من عقله الي أن عاقل فجبرائيل هو هذا الوارد أخذ من عقله (ص) و قلبه و أتي به أي بالوحي اليه) فالشيخ يعتقد ان جبرائيل يأتي بالوحي من محمد (ص) لا من الله الي نبيه محمد (ص) كما يقول القرآن: (كذلك يوحي اليك و الي الذين من قبلك الله العزيز الحكيم) كما في آية 3 من سورة الشوري و قال تعالي: (شرع لكم من الدين ما وصي به نوحاً و الذي أوحينا اليك) يعني الي رسول الله (ص) كما في الآية 13 من سورة الشوري .
و قال في ص 380 في أوائل سطر 30 منه ما لفظه: (و أسماؤه تعالي اللفظية مسمياتها ذواتهم (ع) إذ ليس له تعالي أسماء إلا أسماء أفعاله و هم معاني أفعاله) أما أفعاله تعالي فهي الخلق و الرزق و إلاحياء و الأماتة فيعتقد الشيخ ان معني خالق و رازق و محيي و مميت هم أهل البيت (ع) دون الله لأنه ليس له أسماء إلا هذه و هي هم كما يعتقد، ولكن القرآن يقول: (ولله الأسماء الحسني) لا لأهل البيت (ع) و قال تعالي: (الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم) كما في آيه 40 من سورة الروم و قال تعالي (يا أيها الناس أذكروا نعمه الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم) كما في آية 3 من سورة فاطر. أما ما يجري علي أيديهم (ع) من أحياء الموتي تصديقاً لدعوتهم فهو من فعل الله لامن فعلهم و المحيي لهم هو الله دونهم لذلك كان معجزاً لأن المعجز ما يعجز البشر عن الإتيان بمثله و من حيث ثبت بالضرورة أنهم بشر بنت أنهم مخلوقون غير خالقين و غير قادرين علي خلق أي شيء إطلاقاً.
و قال في ص 381 في أواخر سطر 28 منه ما لفظه: (فأنهم (ع) إنما يدخلون في النوع ظاهراً و إلا ففي الحقيقة هم خلق فوق بني آدم) فالشيخ يعتقد أن أهل البيت (ع) ليسوا من بني آدم و إنما هم خلق آخر فوقهم. ولكن كتاب الله يقول أنهم من بني آدم و غير خارجين عنهم بقوله تعالي لرسول الله (ص): (قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً) كما في آية 93 من سورة الإسراء و البشر طبعاً داخلون في نوع بني آدم ظاهراً و حقيقة و مخلوقون من أبوين بشرين ما عدا المعجز في عيسي (ع) و قال تعالي (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) لامن أنفس غيرهم كما في آية 128 من سورة التوبة.
و قال في ص 433 في أوائل سطر 14 منه ما لفظه: (إذا كان غنياً لذاته لم يرد شيئاً لذاته و إنما لغيره و هم (ع) ذلك الغير لاغير و أيضاً الطاعة حادثة و ما تنسب إلا الي الحادث و هم ذلك المنسوب اليه الحادث) فيعتقد الشيخ ان الطاعة لأهل البيت (ع) لا الله ولكن القرآن يقول (قل أطيعوا الله) كما في آية 32 من سورة آل عمران و قال تعالي (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله) كما في آية 59 من سورة النساء و أما طاعة الرسول (ص) و الائمة و بالذات و لهم ثانياً و بالعرض. ثم إذا كانت الطاعة لاتنسب الي الله و تنسب اليهم كما يعتقد الشيخ فلمن يا تري كان أهل البيت (ع) يطيعون ولمن كانوا يعبدون فهل يطيعون أنفسهم و يعبدونها؟!
و قال في ص 433 في آواخر سطر 23 منه ما لفظه: (أنه تعالي حصر شؤونه فيهم (ع) و حصر حوائج الخلق عندهم) فالشيخ يعتقد أن الله تعالي حصر شؤون الخلق في أهل البيت (ع) و حصر حوائجهم عندهم (ع) و مقتضي الحصر الذي يعتقده في ذلك نفيه و سلبه عن الله و أنه فوض أمر كل شيء اليهم (ع) ولكن القرآن يقول (ألا له الخلق و الأمر) كما في آية 54 من سورة الأعراف و قال تعالي مخاطباً نبيه (ص) (قل لا ألك لنفسي نفعاً و لا ضراً) كما في آية 188 من سورة الأعراف و قال تعالي (واليه يرجع الأمر كله) كما في آية 123 من سورة هود. فالأمر كله يرجع اليه تكونياً كان أو تشريعاً. ثم إذا كانت شؤون الله تعالي كلها محصورة في أهل البيت (ع) و حوائج المخلوقين أجمعين محصورة عندهم فأي شيء يبقي من ذلك لله و القرآن يقول (كل يوم هو في شأن) كما في آيه 29 من سورة الرحمن و قال تعالي (يدبر الأمر يفصل الآيات) كما في آية 5 من سورة السجدة فالله وحده يدبر الأمر من السماء الي الارض في التكوين و التشريع لاسواه إطلاقاً.
و هناك يا صاحب السماحة الكثير من هذا القبيل بين دفتي هذا الكتاب ما لو أردنا استقصاءه لضاق به صدر الرسالة ولكن حسبنا ما نقلناه لكم لتعملوا علي إبادته حفاظاً علي قداسة مذهبنا من أن يلوث بمثل هذه العقائد الدخيله و التي لاتمت اليه بصلة و تعلنوا في الصحف و في محافلكم و جوامعكم و مجامعكم بأن هذا الكتاب المسمي شرح الزيارة للشيخ أحمد بن زين الدين ليس من كتب الشيعة الإمامية ولايعتقدون بما جاء فيه و يتبرأون منه و بذلك تسدون خدمة كبري لمذهب أهل البيت (ع) الطاهر و تنزهونه من هذه الوصمات التي تشوه سمعته النزيهة و تكمون أفواه أعدائهم الفاغرة بالسوء عليه. ولقد كنا عازمين علي نشر هذه الرسالة في الصحف تنويراً لأذهان العامة من الأمة حتي يعلموا ان الشيعة الإمامية أبر وأتقي من أن يعتقدوا بمثل هذه العقائد الصريحة في تكذيب القرآن الكريم و السنة القطعية الشريفة و الضرورة الدينية ولكن آثرنا تقديمها اليكم قبل أن نقوم بما عزمنا عليه منتظرين قيامكم بما فرضه عليكم الواجب الديني أولاً والواجب المذهبي ثانياً في هذا المجال لإنقاذ العوام من هذه الهوه السحيقة و العقائد اللاإسلامية التي ترتعد لهولها الفرائص و بالختام تقبلوا منا فائق التحية و الاحترام [13]

 


طباعة   البريد الإلكتروني