أعلام الدروز

(وقت القراءة: 3 - 5 دقائق)

حمزة بن علي (375 433ه) حمزة بن علي بن أحمد الفارسي الحاكمي الدرزي، من كبار الباطنية، ومن موَسسي المذهب الدرزي، فارسي الاَصل، من مقاطعة زوزن، كان قزازاً أو لبادا، وتأدّب بالعربية وانتقل إلي القاهرة واتصل برجال الدعوة السرية من شيعة الحاكم بأمر اللّه الفاطمي، فأصبح من أركانها واستمر يعمل لها في الخفاء ويواصل رفع كتبه إلي الحاكم، حتي سنة 408 ه فأظهر الدعوة وجاهر بتأليه الحاكم، وقال: إنّه رسوله، وجعله الحاكم داعي الدعاة و لما هلك الحاكم وحل ابنه (الظاهر لاِعزاز دين اللّه) محلّه سنة 411 ه فترت الدعوة ثمّ طوردت بعد براءة الظاهر منها سنة 414 ه ، فاضطر حمزة إلي الرحيل ولحق به بعض أتباعه إلي بلاد الشام، واستقر أكثرهم في المقاطعة التي سمّيت بعد ذلك «جبل الدروز» في سورية وسمّوا بالدروز. وحمزة عندهم أوّل الحدود الخمسة المعصومين، ويكنّون عنه بالعقل. وله رسائل في مذهبهم والدعوة إلي الحاكم والردّعلي مخالفيهم منها:

1. «الواقعة » في الرد علي الفاسق النصيري.

2. «الرضا والتسليم» وفيها ذكر الدرزي محمد بن إسماعيل وعصيانه.

3. «التنزيه» لاِظهار تنزيه الاِله عن كلّوصف وإدراك، وفيها ذكر وزراء الدين ومضاديهم (أبالستهم) الخمسة.

4. «رسالة النساء».

5. «الصبحة الكائنة».
6. «نسخة سجل المجتبي».

7. «تقليد الرضي سفير القدرة».

8. «تقليد المقتني».

9. «مكاتبة أهل الكدية البيضاء».

10. «شرط الاِمام صاحب الكشف».

11. «التحذير والتنبيه».

12. «البلاغ والنهاية».

13. «سبب الاَسباب والكنز لمن أيقن واستجاب».

وقد انقطع حمزة عن الكتابة بعد رحيله إلي الشام وانقطاع الصلة بينه وبين شيعة الحاكم في مصر.[1] توفي عام 334ه.[2]


جمال الدين عبد اللّه التنوخي (820 884 ه)

هو أكبر شخصية علمية بين الدروز ، ولد في عبيه سنة 820 ه ، وتوفي فيها في جمادي الآخرة سنة 884ه ، تتلمذ علي يد الشيخ أبي علي مرعي زهر الدين، وانتقل إلي دمشق طمعاً في مزيد من العلم اثنتي عشرة سنة وبعدها عاد إلي عبيه، يمضي وقته في التدريس والعبادة حتي أقبل عليه التلاميذ من مختلف نواحي البلاد الدرزية، واشتهر أمره وصارت له مكانة عالية بين أكابر البلاد ومشايخها وأصبح المرجع الدرزي الوحيد لاَهل عصره.
و يعده الدروز اليوم قطباً من أقطاب المذهب الدرزي، وانّ شروحه علي بعض رسائل الدروز أو رسائل الحكمة الدرزية كما يطلق عليها تنال عناية وافرة لدي شيوخ العقل الدروز.

و له مصنفات كثيرة، منها:

1. «اللغة العرباء» وهو معجم في اللغة العربية علي غرار «الصحاح» للجوهري.

2. «سياسة الاَخيار في شرح كمالات النبي المختار».

3. «شروحات الاَمير السيد» وهي مجموعة شروح علي بعض الرسائل التوحيدية .

4. رسالة من بين رسائل الدروز المائة واحدي عشرة[3] قام بطبعها الكاتب الدرزي عجاج يوسف نويهض، ضمن كتابه الموسوم باسم «التنوخي الاَمير عبد اللّه والشيخ محمد أبو هلال».

والفصول التي طبعت هي في الموضوعات التالية:

1. في تحريم الخمر وكلّ مسكر.

2. في طلب الاستفادة والمرشد الاَمين.

3. في النهي عن الغضب ومحقه بالاعتصام بحبل اللّه .

4. في آداب جوارح البدن: اللسان، العين، الاَُذن، اليد، الرجل، البطن.

5. في اختلاف ألوان الاَطعمة.

6. في الحركة والرياضة قبل الطعام.

7. في آداب الزواج.

8. في ادخار المال وإنفاقه.
9. في النهي عن الاحتكار.

10. في الغني نحو اللّه ونفسه والمحتاجين.

11. في معاملات البيع والشراء والقرض والوديعة.

12. في واجبات الدائن والمدين.

13. في الوصية.

14. في تربية الولد.

15. شذرات من أقوال التنوخي واختياره.[4]


يوسف الكفرقوقي

هو الشيخ يوسف سعيد برّو ، من كفرقوق في راشيا ، وعرف بهذا الاسم (الكفرقوقي) نسبه لقريته. كان شاعراً دينياً ومن كبار علماء الدروز، له كتاب ضخم اسمه «دور النحو في التوبة إلي الملك الغفور» توفي في قرية «ينطا» بعد عودته من دمشق، ودفن فيها.[5]


محمد أبو هلال المعروف ب «الشيخ الفاضل» (1005 1050 ه)

ولد في قرية صغيرة من جبل الشيخ تدعي «الشعيرة»، انكب علي القراءة والمطالعة، وبدأ نجمه يلمع ويتألق حتي توصل لمرتبة شيخ عقل الدروز كافة، ونال ثقتهم حتي أصبحوا يطلقون عليه اسم «الشيخ الفاضل»، وبرع في شعره براعة فائقة، وجميع الدروز يردّدون شعره في اجتماعاتهم الدينية وطقوسهم، لاَنّها تمجيد للخالق والمآثر الدينية الحميدة، هذا وقد كتب عنه وعن آدابه أحد تلاميذه ويدعي أبو علي عبد الملك، ضمن كتاب اسمه «آداب الشيخ الفاضل» وفيه وصف لسيرة شيخه الفاضل في مرحلة تديّنه، وهي المرحلة التي كتب فيها الشعر حيث كان يبلغ من العمر الاَربعين أو خمسة وأربعين عاماً. توفي في بلدة عين عطا، ودفن فيها عام 1050ه.[6]


[1] . الزركلي: الاَعلام:2|278 279، نقل بتصرف.

[2] . وقد ادّعي الكاتب الدرزي صالح زهر الدين في كتابه «تاريخ الدروز»: 38، انّحمزة اختفي بعد غيبة الحاكم بوقت قصير في نهاية عام 411ه.

[3] . عبد الرحمان البدوي، مذاهب الاِسلاميين: 644 649، نقل بتصرف؛ وله ترجمة في تاريخ الدروز للدكتور صالح زهر الدين: 268.

[4] . عجاج نويهض: التنوخي الاَمير عبد اللّه والشيخ محمد أبو هلال: الطبعة الثانية، بيروت 1963 م.

[5] . صالح زهر الدين: تاريخ الدروز : 269؛ توفيق سلمان: أضواء علي تاريخ مذهب التوحيد: 162 163، بيروت 1963 م.

[6] . عارف أبو شقرا: ثلاثة علماء من شيوخ بني معروف: 82؛ عبد الرحمان بدوي: مذاهب الاِسلاميين: 653657؛ الدكتور صالح زهر الدين: تاريخ الدروز : 269 270.

منبع : بحوث في الملل و النحل، ج 8 , جعفر السبحاني


طباعة   البريد الإلكتروني