نشأة الاسماعیلیه

(وقت القراءة: 1 - 2 دقائق)

أنّ الحركات الباطنيّة نشطت في أواسط القرن الثاني، وكان زعيمها هو أبو الخطاب، محمد بن مقلاص، فلمّا قتل انتهي أمرهم بعد فترة إلي الاجتماع حول محمد بن إسماعيل، ووجدوه مرتعاً خصباً لنشر أفكارهم. فارتكزت الدّعوة الاِسماعيليّة علي تلك الاَفكار في باديَ الاَمر. وكان من نتيجة ذلك التحرك أن:

1. اتخذ الاَئمّة المستورون سوريا،وأخصّ بالذكر «السلمية» وما حولَها مركزاً للدّعوة، ومنها انتشرت إلي سائر الاَمصار.

2. انتشرت الدّعوة في اليمن بزعامة ابن حوشب «منصور اليمن».

3. أرسل ابن حوشب، أبا عبد اللّه الشيعي إلي إفريقية حيث آلت الاَحداث بعدها إلي تأسيس الخلافة الفاطميّة.

4. ظهور حركة القرامطة.
الدروز هي جمع الدرزي، والعامة تتكلّم بضم الدال، والصحيح هو فتحها. والظاهر انّ الكلمة تركية بمعني الخياط، وهي من الكلمات الدخيلة علي العربية حتي يقال: درز يدرز درزاً، الثوب، خاطه، والدرزي: الخياط.

والدروز فرقة من الباطنية لهم عقائد سرية متفرقون بين جبال لبنان وحوران والجبل الاَعلي من أعمال حلب.

ولم يكتب عن الدروز شيء يصح الاعتماد عليه ولا هم من الطوائف التي تنشر عقائدها حتي يجد الباحث ما يعتمد عليه من الوثائق.

نعم كتب عنهم المستشرقون أشياءً لا يمكن الاعتماد عليها، وقد سبق منّا في ترجمة الاِمام الحادي عشر الحاكم باللّه انّالاِسماعيلية كانت فرقة واحدة وطرأ عليهم الانشقاق بالقول بإلوهية الحاكم وغيبته وهم اليوم معروفون بالدروز، وقلنا: إنّ الحاكم استدعي الحمزة بن علي الفارسي الملقّب بالدرزي وأمره أن يذهب إلي بلاد الشام ليتسلم رئاسة الدعوة الاِسماعيليّة فيها، ويجعل مقرّه «وادي التيم»، ولقبه الاِمام بالسيد الهادي، وتمكن الدرزيّ في وقت قليل من نشر الدعوة الاِسماعيليّة في تلك البلاد إلي أن وصلت إليه وفاة الاِمام الحاكم وتصدي ابنه الظاهر لمقام الولاية، ولكن الدرزيّ لم يعترف بوفاة الاِمام الحاكم بل ادّعي انّه غاب وبقي متمسكاً بإمامته ومنتظراً لعودته، وبذلك انفصلت الدرزية عن الاِسماعيليّة وكان ذلك الانشقاق عام 411ه . [1]


[1] . لاحظ تاريخ الدعوة الاِسماعيلية: 238.


طباعة   البريد الإلكتروني