إيمان المسلمين قبل واقعة الغدير و بعدها
س2: من المعروف أن بعض المسلمين قد زاروا النبي صلى الله عليه واله في حياته ، ورأوه لمرة واحدة ثم رجعوا إلى بلدانهم ، ومن الواضح فهم لا يملكون أية فكرة عن موضوع ولاية علي و أولاده إطلاقا . خصوصا و أن الشيعة تدّعي أن النبي صلى الله عليه و اله قد أوصى لعلي بالخلافة في أوائل الدعوة الاسلامية في مكة ، فهل معنى ذلك أن إسلام هؤلاء المسلمين ناقص ؟
ج: لا شك أن أحكام الاسلام قد بيّنت للناس بالتدريج ، و لاشك أن اسلام من آمن في مكة يختلف و يزيد كثيرا على إسلام من آمن بعد إنزال آية : «اليوم أكملت لكم دينكم» .
لكن في نفس الوقت كل منهما مسلم ؛ و لا نقصان ولا خلل في إيمان مسلم بداية البعثة . إلا أن من بقي حتى نزول آية إكمال الدين ولكن إكتفى بإيمانه الأول أي إيمان بداية الدعوة ؛ و لم يؤمن بباقي أحكام الدين فإسلامه ناقص بلا شك .
هذا السؤال ساذج جدا ؛ فإن كنت أيها السائل من أهل العلم لما سألت مثل هذا السؤال !
كان الأجدر بك أن تسأل حول هذا الموضوع المهم الذي أنيط به إكمال الدين و إتمام النعمة في الآية الكريمة ؛ فما هو يا ترى ؟! هل هو مجرد إبراز الحب والمودّة لشخص ما ؛ فإن كان كذلك ، فهل يتطلب كل هذا الاهتمام و الاستعداد ، و تحشييد كل المسلمين وتأخيرهم عن الرجوع إلى بلدانهم المختلفة بعد الفراغ من الحج ، في ذلك الجو القائض ، مضافا إلى نزول الوحي بذلك ؟!
المصدر: كتاب: " الصراط المستقيم" لآية الله العظمى الشيخ الصافي الگلبایگاني دام ظله